بقلم: شون أوهاجان

  ترجمة: ثريا جواد

ذات يوم، سيكون الجميع دائمًا ضد كتاب جديد للروائي والصحفي عمر العقاد مصري- كندي 43 عاما يبحث هذا الكتاب القوي في التناقضات الأخلاقية للغرب ويتساءل فيه عما تعنيه القيم الليبرالية في مواجهة هذا التدمير الوحشي والمستمر للحياة البشرية.

مثل كثيرين من الناس، تابعت الرعب المستمر الذي ظهر في غزة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وذلك بشكل رئيس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

أصبحت مقاطع الإنستغرام الخاصة بالصحفيين المواطنين على الأرض بالنسبة لي ولعدد لا يحصى من الآخرين أقوى شهادة على المذبحة والدمار والصدمة، التي تعرض لها السكان الفلسطينيون المحاصرون بالفعل. تم تسجيلها في خطر كبير، وغالبًا ما تكون مفجعة خاصة وأن هناك الكثير من الأطفال الرضع الموتى؛ والعديد من الأطفال المشوهين والمصابين بصدمات نفسية؛ الكثير من العائلات والمجتمعات التي تم طمسها.

يسرد العقاد عبر 10 مقالات مترابطة، قصته الشخصية عن المنفى والقلق عبر حجة أوسع ضد فكرة أن الليبرالية الغربية كانت ليبرالية حقًا.

كتابه الأول كان رواية الحرب الأمريكية لعام 2017 هي تصور بائس لحرب أهلية مستقبلية في أقصى الجنوب على خلفية كارثة مناخية وقد أعلنتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) باعتبارها واحدة من 100 رواية تشكل عالمنا في هذا الكتاب الواقعي الأول له، يكون صوته السردي محسوبًا ومنغمسًا بهدوء في التعبير عما يراه تقريبًا لا يمكن وصفه، وبالتأكيد لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً.

التناقضات الأخلاقية التي تحدد وتساوم القيم الليبرالية الغربية تكمن في قلب كتاب عمر العقاد الجديد المقنع، "ذات يوم، سيكون الجميع دائما ضد هذا" عنوانها هو خلاصة تغريدة نشرها في تشرين الأول من العام 2023، بعد ثلاثة أسابيع من قصف غزة ومنذ ذلك الحين تمت مشاهدته أكثر من 10 ملايين مرة "في يوم من الأيام، عندما يكون الوضع آمنا، عندما لا يكون هناك جانب سلبي شخصي لتسمية شيء ما بما هو عليه عندما يفوت الأوان لمحاسبة أي شخص، سيكون الجميع دائما ضد هذا".

ومع اقتراب عدد القتلى الآن من 47 ألفا، ومن المؤكد تقريبًا أنه أعلى من ذلك بكثير، فإن السؤال الذي طرحه العقاد: ماذا يعني مصطلح "القيم الغربية" في مواجهة مثل هذا المحو المستمر والوحشي والانتقامي للحياة البشرية؟

تم تسجيل وصفه لمقتل هند رجب طفلة عمرها خمس سنوات في الوقت الحقيقي عندما اتصلت بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي كانت مشتتة واقتربت دبابة إسرائيلية من السيارة التي كانت تستقلها، والتي أصيبت للتو بصاروخ أدى إلى مقتل عمتها وعمها وثلاثة من أبناء عمومتها.

يتساءل العقاد ويخلص القول إلى أن غزة قتلت شيئاً ما فينا جميعاً: الضحايا، والجناة، والقادة الغربيين الذين مكنوا من المذبحة، والمشجعين، والمتفرجين العاجزين لقد خلقت ما يسميه "الشدة"، ليس فقط بين أولئك الذين يتحدثون علنًا وأولئك الذين يظلون صامتين أو متواطئين في المذبحة، ولكن مع فكرة أن مثلًا أعلى مثل "القيم الغربية" موجود بالفعل أو لم تفعل ذلك حقًا.

حذر العقاد من التناقضات والتسويات التي غالبا ما تنطوي عليها الصحافة الحديثة، ولا سيما الإصرار على أن "الصحفي لا يمكن أن يكون ناشطا، ولكن يجب أن يظل مخلصا للحياد الذي يمحو نفسه بنفسه". ويشير إلى أنه على العكس من ذلك، فإن "الصحافة في جوهرها هي واحدة من أكثر المساعي نشاطًا على الإطلاق. من المفترض أن يحرض الصحفي ضد السلطة، وضد الامتيازات، من المفترض أن يحرض الصحفي ضد الصمت".

عن الغارديان