بغداد : رسل عقيل
في أحد أحياء بغداد، حيث تعم أجواء الشهر الفضيل، تجتمع أسرة "أبو محمد" يوميا عند مائدة الإفطار، منتظرين لحظة إطلاق المدفع ورفع الأذان. وكعادة الأب، يرفع يديه للدعاء قبل أن يبدأ الجميع بتناول الطعام، في طقس يعكس روحانيّة الشهر وألفة الأسرة.
لكن تقاليد الأسرة لا تقتصر على مائدة الإفطار فحسب، بل تمتد إلى ما بعدها، حيث تبدأ العائلة في متابعة الأعمال الدراميّة التي تتنافس على احتلال "الساعة الذهبية" بعد الإفطار، وهو التوقيت الذي يشهد أكبر نسبة مشاهدة خلال الشهر الكريم.
يرى الشاب سعد محمد أن الأعمال الكوميدية تمثل "محطة استراحة" يحتاجها المشاهد بعد يوم طويل من التعب والصيام. ويشير لـ"الصباح" إلى أن الانتاج الرمضاني يميل في غالبيته إلى الطابع الدرامي، موضحا: "إذا أردنا المقارنة بين الأعمال الكوميدية والدرامية، نجد أن الدراما تتفوق من حيث العدد والقضايا التي تطرحها."
في المقابل، يفضل اسماعيل النداوي الأعمال الدرامية، معتبرا أن ندرتها خلال بقية العام تجعل رمضان فرصة مثالية للاستمتاع بها. ويضيف: "قلة الأعمال الدرامية بعد رمضان تجعلنا متعطشين لهذا النوع من المحتوى".
وفي حديثه عن الموسم الدرامي، يؤكد وديع نادر، مدير الدراما في شبكة الإعلام العراقي، أن رمضان لطالما كان موسما استثنائيا يجتمع فيه أفراد الأسرة لمتابعة المسلسلات والبرامج المتنوعة. ويقول لـ"الصباح": "أُطلق على الفترة الرمضانية (الموسم الرمضاني الجديد)، ليس فقط بسبب كثافة الانتاج، بل لأن المشاهدين أنفسهم يحرصون على متابعة الأعمال المتنوعة خلال هذا الشهر."
وبشأن انتاج شبكة الإعلام العراقي لهذا العام، أوضح نادر أن الشبكة قدمت عملين رئيسيين، هما: "الأم طليعة"، وهو عمل درامي يتناول أحداث ما بعد سقوط النظام المباد مباشرة، بمشاركة فنانين اجتهدوا في تقديمه بدعم من مجلس الأمناء ورئيس الشبكة. "غسان ومينا"، هي الأخرى دراما برامجية بكلفة انتاجية أقل من المسلسلات التقليدية، وهي من بطولة رزاق أحمد وسولاف، وفقا لنادر. إلى جانب انتاج الشبكة، ستُعرض خلال الموسم الرمضاني أعمال أخرى مثل "ياقوت" و"أولاد جابر"، و"النقيب". وأوضح نادر أن الانتاج لهذا العام واجه تحديات زمنيّة، ما أدى إلى تأجيل انتاج عملين آخرين إلى ما بعد رمضان، والتي تأتي جميعها ضمن منحة رئيس الوزراء لدعم الدراما.