تاريخ المسيحيين في أربيل

ثقافة 2025/03/05
...

  أربيل: رائد العكيلي


احتفى المركز الأكاديمي الاجتماعي في عينكاوه بمناسبة الذكرى 13 لتأسيس جمعية حدياب للكفاءات بالدكتور جميل عيسى القصاب عبر محاضرة ألقاها عن كتابه الموسوم "حدياب في التاريخ" تناول فيها بعض المواضيع التي اختزلتها فصول الكتاب في 154 صفحة، ومنها حدياب وتاريخها الحضاري وموقعها الجغرافي بشكل شبه معين تحدها من الشرق جبال زاكروس، ومن الغرب نهر دجلة وبشمالها الزاب الأعلى والزاب الأسفل جنوبها. 

وقال القصاب إنَّ "هذه المنطقة ضمت العديد من المدن والقرى، وكان مركزها مدينة أربائيلو التي هي اربيل اليوم". وأشار الكاتب إلى أن أصل تسمية حدياب التي هي كلمة آرامية أطلق عليها الماديون والفرس كلمة "اثورا" وتعني اشور. 

وقد مرت حدياب بعهود كثيرة أطلق عليها العديد من التسميات بحسب الأديان والأمم المتعاقبة في ذلك الوقت، وصولاً إلى القرن الأول الميلادي كان معظم سكان هذه المدن هم من الآشوريين الذين اعتنقوا الديانة المسيحيَّة في قرون لاحقة حتى أصبحت حدياب مركز المسيحية السريانية الشرقية. واشتق هذا الاسم من نهر الزاب الذي كان يسمّى "اديابين" في ذلك الزمن. 

كما وكانت لقلعة أربيل وتاريخها جزءٌ من صفحات الكتاب الذي تناول فيه القصاب مساحة القلعة البالغة كيلومتر مربع مؤلفة من عدد من المحلات والبيوت، فضلا عن القبور والسراديب بناها الملك الآشوري "نينوس بن بلوس" وبعدها تعاقب عليها الملوك، ومنهم "سنحاريب واسرحاؤون" وغيرهم. 

وركز القصاب على أبرز محطات فصول الكتاب، منها انتشار المسيحيّة في أربيل على يد "توما الرسول" وهو أحد تلاميذ السيد المسيح الذي كانت له محطات كثيرة في بلاد مابين النهرين وحدياب والموصل نشر خلالها تعاليم الدين المسيحي ونبذ الوثنيَّة، وكان انتشار هذه الديانة بشكل واسع هو بسبب إخلاص المبشرين وكراماتهم الاعجازيَّة في ذلك الوقت، فضلاً عن تحملهم العذاب والآلام التي تعرضوا لها، ولأنّ المسيحية جاءت بالحب والعدل والسلام.