أنور أبو دراغ يستعرض مواهبه في أمسية رمضانيَّة

ثقافة 2025/03/05
...

 بغداد: رشا عباس

 تصوير: نهاد العزاوي


ضمن فعاليات الاسبوع الأدبي، الذي يقيمه اتحاد الادباء والكتاب في العراق بدورته الثالثة، تحت عنوان " نزهة ربيعية مع الكتاب" وبدعوة قدمت للفنان أنور ابو دراغ ، امس الاول الاثنين، للاحتفاء به والحديث عن تجربته الفنية.

تخللت الجلسة الرمضانية تقديم مجموعة من الاغاني والموشحات والمقطوعات الموسيقية، برفقة عازف القانون عمر زياد وعازف الايقاع اديب محمد شاكر. 

قدم الجلسة الدكتور والناقد احمد الزبيدي، مشيرا في مستهل الجلسة، الى أن الغاية من الفن أن ينمي شعورنا بالكمال، ولا شك أن الفنان أنور أبو دراغ واحد من الفنانين الكبار، الذين يفلسفون الفن بأسلوب تربوي عال، كونه صاحب مشروع وضمير حريص على سمعة الغناء العراقي الأصيل.

مؤكدا الزبيدي ان المحتفى به يؤمن أن الموسيقى والغناء ليس وجبة سريعة للتناول، فاذا كان العلم يجعلنا نرى العالم واحدا، فإن الفن يجعل العالم يتسع جمالا ويتنوع وبعدد المبدعين تتعدد العوالم وتتلون، مشيرا الى ان ابو دراغ يرسم لنا عالما خاصا ينسجه بحرقة قلب ليس بصوته وحده، بل يده هي الأخرى تعزف على أقدم آلة موسيقية عراقية سومرية، ويعمل حاليا على طرح رؤية جديدة للمقام العراقي انطلاقا من جذور المقام الكلاسيكية الاصيلة من خلال فرقته "مقامات".


بين أوروبا وبغداد

ابو دراغ منذ الحادي عشر من عمره مسك آلة الجوزة وتجول بها في منطقته، ليمنحه ذلك شعور أنه اصبح فنانا، بتشجيع من أخيه الأكبر وواصل مشواره الفني من خلال الدراسة الاكاديمية بمعهد الدراسات الموسيقية، ثم أكمل دراسته المعمقة في بلجيكا، حيث ارتبط اسمه مع الجمهور الأوروبي من خلال حفلاته النوعية. 

الفنان والموسيقي انور ابو دراغ تحدث لـ"الصباح" موضحا "المقام العراقي في بلاد المهجر يعيش في ربيع، وله جمهور يستمع له ويتعرف على ابرز المؤسسين والمؤلفين، وهذا ما أطمح إليه من خلال تجربتي الفنية، أن أوصل هذا الفن ما استطعت الى العالم محافظا على جذوره، وهي رسالة فنية تعلمتها من اساتذتي امثال الفنان شعوب ابراهيم، روح الخماش، علي الامام، والشيخ جلال الحنفي.. وغيرهم".

استعرض ابو دراغ مواهبه بغناء نوادر المقام العراقي ومنها اغنية " وين رايح وين"، " يامن تعب يامن شكه" وتنزيلة " النوم محرم" للموسيقار ملا عثمان الموصلي.. وغيرها من المقامات والبستات، متنقلا بين اللتين العود والجوزة.


شهاداتٌ موسيقيَّة

الدكتور صالح زامل رئيس مؤسسة "شناشيل" للتراث الشعبي في مداخلة أوضح أن تجربة ابو دراغ امتدت الى سنوات طويلة ولم تقف عن حد ما هو سائد، إنما نجدها في حضور فعال ومهم على صعيد العالم، اضافة الى أنه صاحب أكاديمية في بلجيكا وكندا تقدم الفن العراقي الاصيل، منوها بأن هناك مشروعا مشتركا قد يجمعنا في الأيام المقبلة، متابعا الى أنه جمع عددًا من الموسقيين الشباب يعزفون على آلات قديمة تكاد تنقرض وهذا يمثل نقطة تحول في اشتغالات الفنان المبدع ابو دراغ.

وعلى هامش الجلسة، شارك الموسيقي علي حسن مدير معهد الدراسات الموسيقية العزف مع الفنان المحتفى به، مستعرضا للجمهور تجربته التي شاركها ابو دراغ والتي تتراوح عمرها 40 عاما، لافتا نحن جيل محظوظ، كوننا تعلمنا اساسيات الموسيقى على يد اساتذة كبار حملونا رسالة لا نستطيع أن نخذلهم ولهذا سرنا على النهج لنكون سفراء للغناء العراقي في جميع البلدان، مستذكرا ايام جمعته مع ابو دراغ في فرقة خماسي بمعهد الدراسات الموسيقة وعملهم معا، حتى التخرج بعدها اسس استاذ منير بشير فرقة "البيارق" التي تشبه فرقة التراث تحت اشراف الفنان 

نصير شمة.