بغداد : عماد الامارة
يخطو العراق بثقة إلى استكمال الدورة الإنتاجية لصناعة الحديد والصلب، التي تعد أساساً في بناء أي اقتصاد قوي متنوع، إذ يعتمد عليها الكثير من الصناعات، وتدخل في بناء وتشييد المدن السكنية والمشاريع الاستثمارية الكبرى. وفي هذا الإطار، يسعى العراق إلى تعزيز هذه الصناعة الإستراتيجية من خلال تأهيل وتطوير مصنع الحديد والصلب في البصرة.
وأوضحت المتحدث الرسمي لوزارة الصناعة والمعادن ضحى الجبوري، أن الشركة العامة للحديد والصلب، إحدى كبريات شركات الوزارة، تختص بواحدة من أهم الصناعات الإستراتيجية في البلاد. وأضافت أن الوزارة، تماشياً مع البرنامج الحكومي الذي يركز على الصناعات الإستراتيجية، وضعت خطة طموحة أثمرت نتائج متسارعة في تأهيل المصنع، بهدف تلبية جزء من الاحتياج المحلي من حديد التسليح.
وأكدت الجبوري، في حديث لـ"الصباح"، أن الوزارة تقترب من المراحل النهائية لافتتاح مصنع جديد للحديد والصلب في البصرة، موضحة أن المصنع سينتج المادة الأولية لصناعة حديد التسليح، وهي مادة "البلت".
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان قد افتتح سابقًا مصنع الدرفلة في البصرة، الذي يعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف طن سنويًا، بعد توقف دام 21 عامًا.
وتابعت أنه "تم أيضا افتتاح مصنع الصب المستمر في بغداد، التابع للشركة العامة للصناعات الفولاذية، والذي ينتج 600 ألف طن من مادة "البلت" سنويًا، مضيفة أن إنتاج هذا المصنع سيتم إرساله إلى مصنع الدرفلة في البصرة لاستكمال دورة الإنتاج المتكاملة.
وتوقعت الجبوري أن تشهد الأشهر المقبلة افتتاح مصنع الحديد والصلب في البصرة، المختص بإنتاج "بلت" الحديد، مما سيعزز التكامل الصناعي لهذه المادة ويُعد إنجازًا كبيرًا للبلد، ويعكس الجهود الكبيرة لتعزيز الصناعة الوطنية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يسهم في بناء اقتصاد أكثر استقرارا وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
من جانبه، أكد الباحث والأكاديمي، الدكتور عبد الكريم العيساوي، أن الوقت قد حان لبدء خصخصة الصناعات الناجحة في العراق، وذلك لمنع انتقال المشكلات التي تواجهها الصناعات الأخرى إليها، وللتخلص من الضغوطات الهائلة التي تتعرض لها الصناعة الوطنية.
وفي حديثه لـ"الصباح"، دعا العيساوي إلى تجزئة الوحدات الإنتاجية الصناعية القائمة إلى وحدات أصغر ذات كفاءة إنتاجية عالية، تعمل على تنفيذ العمليات نفسها قبل ظهور حالات الخسائر أو "اللا وفورات".
وأضاف أن صناعة الحديد والصلب تحتاج إلى تدريب الكوادر الماهرة داخل العراق وخارجه، لمجاراة التطور التكنولوجي العالمي. كما اقترح دمج بعض الصناعات المحلية مع مثيلاتها في الدول الأخرى لنقل التكنولوجيا الحديثة إلى العراق، مؤكدًا أن السوق المحلية لديها القدرة على استيعاب السلع الصناعية المنتجة محليًا.
وشدد العيساوي على ضرورة توفير الحماية لصناعة الحديد والصلب، وأي صناعة عراقية أخرى، من المنافسة الأجنبية، من خلال تفعيل قوانين حماية المنتج المحلي ومكافحة الإغراق المتعمد في السوق. كما دعا إلى إلزام الوزارات والمؤسسات الحكومية بشراء المنتجات المحلية، مشيرًا إلى أن بعض المنتجات الصناعية الوطنية تضاهي في جودتها ما يتم استيراده من الخارج.