حسين الذكر
مع الموج الترامبي الضارب بقوة باتجاهات عدَّة وبما يُشبه ترتيب البيت العالمي وفقاً لفلسفة ما بعد البايدينة.. تناغمات أصوات عراقية في الداخل والخارج تترى على شكل وعيد أو تهديد أو تشكيك أو غير ذلك الكثير من أساليب مريضة ظلت على طول الخط ومنذ ما بعد 2003 تتوعّد العراقيين بشبح التغيير أو أمنيات العودة الظلامية كما يتمنى أو ينعت البعض ذلك في نفسه ولو على شكل نزق ثوري غير مؤطر بإنسانية أو عراقة معينة.
صحيح أنَّ النقد مطلوب بل هو تعبير حر ينسجم مع روح الديمقراطية التي نعيش في كنفها بمعزل عن فوضوية البعض المتشرنق فيها حد الانتفاض على الذات.. إلا أنَّ هامش الحرية متاح للنقد بصورة مريحة ويمكن للجميع أن يسهم بإعادة صياغة مفردات البلد من نواح عدَّة ولا سيما الملفات الأمنية والسياسية والخدمية... سيراً باتجاه الأفضل دوماً.
هذا الأفضل ليس حبيس الأجندات ولا يقتصر على من يسمون أنفسهم بالمحللين أو الخائضين بحبال السياسة.. إذ إنَّ التعبير المجتمعي والنخبوي متاح بل هو سيناريو لكل بلد حر يسعى للتطور والازدهار فلا سبيل للإصلاح السلمي إلا من خلال التغيير الإيجابي عبر وسائل الاقتراع المشرعة والمضمنة بفقرات الدستور الذي حلف وتحالف عليه العراقيون كخطوة أولى لبناء مجتمعهم وإعادة صياغة تكاتفهم.
أما ما يُطلق من وعيد وتهديد للعراقيين على طريقة الإرهاب الإعلامي أو غيره من طامحي الشهرة وربما متسلقي الكراسي فلا يُجدي نفعاً.. وهو وعد مريض ظل على طول الخط ينوء بنفس وروح منهكة خربة لا تفكر إلا بمصالحها الشخصية الضيقة..
العراق عراق حر وديمقراطي ويحمل نفساً ربما غير موجود بالشرق الأوسط كله.. وعلى الجميع الإفادة من محور الانتخابات المقبلة باعتبارها الملف الأكثر تعبيراً وسلمية عن تمنيات باطنة أو ظاهرة من حق المواطن وفق الدستور والقانون البوح به وإظهاره للملأ كله. من أجل بناء عراق مزدهر مسالم آمن يسع جميع أبنائه ويكون مظلة لمنظماته الحكومية والأهلية وأن يرقى فيه حق التصريح والتعبير بكل قوة باعتبارها الوسيلة الأحدث والأنجع لتحقيق المطلوب والأهداف الوطنية بعيداً عن أمراض البعض المستعصية التي لا تنسجم مع روح الجماعة والتفكير المنطقي بما يفضي لعراق حر متكاتف يؤمن بالدولة المدنية ويتطلع لحسن الجوار والحوار مع الجميع لأجل تحسين ذاته والمساهمة الفاعل بحضارة الأرض وأهلها.