في 8 آذار الإبداع النسائي.. فن مقاومة التحديات

ثقافة 2025/03/09
...

  بغداد: نوارة محمد 

الثامن من آذار، لم يكن ليمر مرورا عابراً في حياة كثيرات، فمثل كل عام، تحتفل النساء في العراق بعيد المرأة، الذي يجسد حالة خاصة لديهن، بعضهن يعدنه تذكيراً للعالم بأهمية النصف الآخر، وأخريات يجدنه أداة تحفيز لفعل مقاومة الواقع المتصدع، وعند غيرهن فإن هذا اليوم يجدد فكرة الحديث عن الإبداع النسائي وفرصة للوقوف على انجازاتهن الأدبية في المجتمع. فماذا يجسد عيد المرأة عند المبدعات العراقيات؟


تعتقد جمانة ممتاز، وهي كاتبة وروائية أن الكتابة ليست مجرد ممارسة إبداعية، بل هي فعل لمقاومة التحديات، وهو الدور الذي تمارسه الكاتبة نيابة عن نساء غيرها كثيرات. وتقول إن "يوم المرأة بالنسبة لها، هو أن تجسد دورها كلسان ناطق عمن لا قُدرة لدّيهن على الحديث". 

وتضيف ممتاز أن "الكتابة أداة لإعادة صياغة الوعي الجمعي. فعندما أكتب الروايات أشعر أنني لا أروي قصة فردية فحسب، بل أفتح نافذة يمكن للآخرين من خلالها رؤية العالم بعيون مختلفة، وربما إعادة التفكير في بعض المسلمات والتراكمات". 

لذا ترى ممتاز، في هذا اليوم، أهمية الاستمرار في أن تحكي أو تسرد كل امرأة قصتها، وأن تكتب، وأن تعبّر، لأن كل صوت نسائي في الحراك الثقافي هو خطوة نحو مجتمع أكثر توازناً، وأكثر قدرة على استيعاب التنوع والإبداع. 

لكن الشاعرة سلامة الصالحي ترى أن للمرأة كل أيام العام وليس يوما واحداً. وتقول إن "المرأة هي الفاعلة والمحركة للحياة، وهي دفء المكان وروحه، ولكن مع كل ما يدعيه العالم من احتفاء في المرأة ويومها، فإنني أجدها قد ظلمت كثيرا وانتهكت واستغلت وكأنها مخلوق من الدرجة الثانية".  

وتوضح الصالحي: نحن نعيش عصر الرق المقنع بقناع الحقوق والحريات، فما تزال الكثير من النساء تنوء تحت ثقل التقاليد الجائرة والموروث الظالم والذكور المستبدين، باستثناء حالات قليلة لا تتجاوز التظاهر باحترامها وتقديرها.

الأمر يختلف قليلاً لدى أخريات، فعيد المرأة بالنسبة للتشكيلية بثينة عبدالرحمن هو حالة تُعبر من خلالها عن فنّها، وهو فرصة لصناعة الفن كجزء لا يتجزأ من احتفالها بيوم النساء. 

وتقول عبدالرحمن إن "يوم المرأة هو يوم عالمي نحتفي به بالنساء، وأنا كفنانة تشكيلية شاركت بمثل هذه المناسبة الفنية لسنين مضت، عبر لوحات تعبيرية مختلفة بأسلوبها وموضوعها، وقد تناولت في أغلب أعمالي المرأة ودورها الريادي في المجتمع".

وتتساءل مثل كثيرات، الصحفية والشاعرة رفل المحسن، قائلة: "هل استعادت المرأة في الوطن العربي عموما، والعراق على وجه الخصوص ما لا بأس به من حقوقها الطبيعية، وسط هذه المأساة التي تُدعى حياة! خصوصا أن جزءا كبيراً من هذه الشريحة أثبتت وجودها وقدرتها في كل مجالات العمل، بل وبرعت في مجالات كانت حكرا على الرجل". 

وتضيف: مع التطور الهائل الذي نعيشه، ما أود الوصول اليه حقاً في مناسبات كهذه تحتفي بالمرأة هل تحققت العدالة التي كنا ولا نزال نبحث عنها؟ لو كان الجواب لا، فما ضرورة الاحتفال بالنساء ليوم واحد في العام كُله؟.  

وتؤكد أن "يوم عيد المرأة فرصة لنا نحن الكاتبات والفنانات، لنفكّر في النساء، ونحاول دعمهنّ، والإشادة بصمودهن أمام كل الوحشية التي يتجه لها العالم، قلبي معهنّ وهنّ يستيقظنّ كل صباح لمواجهة كلّ هذا، وحدهنّ".