سوريا المستقبل وفق المعادلة الدوليَّة

آراء 2025/03/11
...

  علي الخفاجي


شكل سقوط نظام بشار الأسد صدمة كبيرة للمتلقي والمتابع للشأن السوري، على الرغم من أن السيناريو الذي كان قد عــُـد قبل سنوات من سقوطه لم يكن وليد الصدفة بل مخطط له، من خلال تشكيل مجاميع معارضة في عدة مناطق من سوريا وخصوصاً في محافظة ادلب والتي تعتبر نقطة الشروع للمعارضة والمحرك الرئيسي لقيام الثورة ومقر المعارضة الداخلية، وبالتالي جميع هذه الامور قد مهدت وساعدت وعجلت من سقوط النظام من خلال الدعم الكبير من قبل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا ، الا ان اشد المتشائمين لم يكن يتوقع ما سيجرى في الثامن من كانون الاول سنة 2024 وهو يوم سقوط دمشق بيد المعارضة وفرار رئيس النظام مع عائلته إلى روسيا، المرحلة الانتقالية التي يعيشها السوريون مرحلة معقدة ولا تخلو من الصعوبات حيث سيواجه السوريون، وكما هو معلوم تحديات كثيرة على مختلف الصعد الامنية والسياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية، وبحسب ماهو متوقع فإن المشهد السوري سيكون أكثر عتمة وضبابية في الأشهر القادمة وسط بيئة معقدة من مجموعات تسعى للانخراط في النظام الجديد، لضمان موقعها الجيوسياسي وكما هو معلوم تسيطر على سوريا مجموعات مسلحة تحاول الابقاء على الاجزاء التي تسيطر عليها لحين انخراطها في العملية السياسية. السيناريوهات التي تعيشها سوريا قابلة لتنوع الاحتمالات، خصوصاً بعد تبوؤ احمد الشرع رئاسة سوريا المؤقتة، والذي لاقى اعتراض الفاعلين المحليين في ظل التنوع الثقافي والعرقي والديني، وبالتالي أصبح الامر واقع حال لبقية اطياف الشعب السوري وللمجتمع الدولي، وبما ان الامر كذلك، يتوقع أن تكون احوال سوريا وفق ثلاثة احتمالات لا رابع لهما وهي؛ اما ان يعيش البلد نظاما فيدراليا أو شبه فيدرالي شبيها للنموذج العراقي، بمعنى نظام حكم مركزي وحكومة اقليم كردية متمثلة بقسد في شمال شرق البلاد، أو ستقسم البلاد على اساس قومي وعرقي وجغرافي، وهذا ما تسعى إليه اسرائيل خصوصاً اذا ماعلمنا انه قبل ايام وجه الكيان الاسرائيلي خطاباً شديد اللهجة للحكومة السورية المؤقتة بضرورة حماية مصالح الدروز على اعتبار انهم يسكنون مناطق محاذية للكيان، أو الاحتمال الاخير ان سوريا ستعيش موحدة دون اي تقسيم مناطقي أو ديني وان دمشق عاصمة جمهورية سوريا الموحدة، بالطبع ستسعى الحكومة الانتقالية الحالية برئاسة الشرع على الاحتمال الأخير، وهو وحدة سوريا والسعي لتاسيس نظام حكم مركزي موحد كي يحسب لها ان في فترتها جمعت الطيف السوري تحت ادارة موحدة، لكن السؤال الأهم هو إنه هل يبقى حال سوريا كما نرجو تتمتع بالمركزية والنظام الموحد خصوصاً وفق ما يجري اليوم من تخبطات واقتتال داخلي؟، أم أن الامر في طريقه لمرحلة الانغلاق وضرورة التقسيم، السنوات الاربع التي اعلنها الجولاني وهي فترة الحكم الانتقالي ستكون مليئة بالمفاجات غير المتوقعة، لان اللاعب الدولي ستكون له الكلمة الطولى والقرارات المفاجأة التي تتبناها الولايات المتحدة الاميركية، هي من ستحدد مسار العملية السياسية إلى جانب نظام الحكم الذي 

سيكون.