‎تجارب شعريَّة في اتحاد الأدباء

ثقافة 2019/07/09
...

بغداد/ ابتهال بليبل
أقام نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، جلسة بعنوان "تجارب شعرية"، شارك فيها كلّ من الشاعر ماجد الربيعي والدكتور حازم الشمري ورافد القريشي بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين. 
 
وبدأت الجلسة التي أدارها الناقد علوان السلمان باستعراض سريع للسيرة الأدبية والعلمية لكل من الشعراء المحتفى بهم، إذ أكد السلمان اعتماد الشعراء الثلاثة على البناء العمودي.  
اول المتحدثين كان د.حازم الشمري الذي قرأ عددا من القصائد الشعرية، بعدما تحدث قائلاً: الشعر بالنسبة لي يمثل نزفاً لما بداخلي، لذا فقد كان تعبيري هو تعبير عن موقف حقيقي، وليس بشيء عادي.
ومن القصائد التي شارك فيها: 
(أنا في غمارِ العاتياتِ/ قوافلٌ من الصبر/ ما انفكّت تردُّ مصائبا/ فللخير/ أجريتُ اقتداريَ أنهراً/ وسيّرتُ روحي/ في المروءة قاربا/ اذا ما اعتراني/ في البلاءاتِ هاجسٌ/ تراني عصيّاً أركبُ الصعبَ/ راغبا/ أتيتُ التياعي بالخلاص فردّني/ فأطرقتُ من كأسِ الغوايةِ/ شاربا/ أنينُ الرزايا والخطوب/ أذاقني مراراً/ وأرسى في الفؤادِ مخالبا/ حزانى طيوفي/ من فراق أحبّةٍ بهم ظلَّ قلبي ينزفُ الشوقَ شاحبا/ صحبتُ اصطباري في الرحيل مدامعاً/ وأطلقتُ فجراً يستحثُ كواكبا/ ففي عمق نفسي تستقرُّ نفائسٌ..).
أما الشاعر ماجد الربيعي، فقد تحدث عبر الجلسة قائلاً: ربما اتحدث عن نفسي، لأنني نشأت مع أم جنوبيّة سومريّة، حملت وجع الجنوب وحزن القصب معنا نحن الايتام الخمسة، وأنا في الثامنة من عمري كنت ألوذ بها وهي الدرع والواقي والحامي لنا في مواجهة الحياة الصعبة، كانت - رحمها الله- تردد بعذوبة سومريّة شذرات تنعى بها أبي وأخاها، إذ كانت هذه الايقاعات هي البداية وكانت أمّي هي المعلّم الأول وكنت أجد في الشعر ملاذا أحتمي به وملاذا نزف لما يتأصل بداخلي، كبرت وكبرت مع أحلامي، ولكني لم أكمل دراستي الجامعيّة، لذا فقد كان الشعر ملاذي الذي أبعث من خلاله رسائل سلام. 
 
ومن القصائد التي شارك فيها: 
(صِحابٌ هُمومي لا يُفارِقْنَ مَهجَعـي/ يُسامِرْنَ آهاتي وَيَعْشَقْنَ أَدمُعي/ تكاثَرْنَ من خَمسينَ حولاً بخافِقـي/ فَصُرنَ نديماتٍ يُغازِلْنَ أضلُعي/ أحاوِرُ في صَمتٍ تَواريخَ غُربَتي/ قَديماً رَضَعتُ الحُزنَ طفلاً ولم أَعِ/ تَنامى معَ الأَيّامِ صَبراً جَرَعتُهُ فأَكتُمُهُ كِبْراً بِقَلبٍ مُرَقَّعِ/ لقد ضاعَ عمري خلفَ حُلمٍ رجوتُهُ تناءى فأعدو والبلايا عَدَت مَعي/ صدى ذكرياتٍ في شرودي يُجيرُني فيا تعسَ اصدائي ويا تعسَ مسمعي/ أرمّم أشلائي بوهمٍ صنعتهُ فتنهارُ أحلامي ويهفو تطلّعي...). 
وقد تحدث الشاعر رافد عزيز القريشي الذي يعد من الذين كتبوا الشعر بعمر (١٢) عاماً، وكان حاصلاً على بكالوريوس آداب/ جامعة بغداد، كما وقد صدرت له مجموعتان شعريتان، عن مشواره الادبي، قائلاً: الشعر إحساس ينبع من دون تخطيط، كما يخيل لي أن الشعر كالمنزل، الذي تستطيع أن تهدّه لتبنيه من جديد، وتستطيع أيضا أن تعمّره وتزخرفه، ومن ثمّ تكون الجمالية بحسب ذوقك 
الخاص.    
ومن القصائد التي شارك فيها:
 (ما زلتَ تحملُني وَترسلُني هناكْ/ حتى فراغ العابرينَ إلى الجنوبْ مع الندوبْ/  لتحيلَ أيّامي مع الذكرى هلاكْ/ ما زلتَ ترسمني تفاصيل الغروبْ/ والغائبونَ على خريفِ ضلوعِهم/ بالطينِ يرمونَ الشِباكْ/ يصطادهم ألم الرحيلْ بلا عويلْ/ ويحيلهم للشمسِ إن أزفَ الغيابْ/ والغربةُ السّمراءِ تلتحفُ السِّماكْ/ فتنام بالأسمال تحلمُ بالثيابْ والعيدُ/ ينتعلُ الدموعْ/ ويسيرُ نحو الظلِّ يتبعهُ السرابْ/ بلا جوابْ بلا مآبْ/ فالأرض قد ضاقت بصوتِ المتعبينْ من الأنينْ/ وأرامل المنفى تُمزقها خطاكْ/ قد بتَّ معصوباً/ ولا عين تراك ولا نداء/ ليغيثَ أيتامَ الحقولِ على سَماكْ...). 
كما وقد شارك الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين بمداخلة تحدث فيها عن أصوات الشعراء المحتفى بهم، وكيف أننا نزهو بها ونفخر في الشعر العراقي المعاصر.