نجاح العلي*
أغلب بلدان العالم لديهم يوم وطني للتشجير عادة يكون في فصل الربيع، خلال شهري اذار ونيسان ومن ضمنها بلدنا الذي يحتفي بيوم التشجير في 12 اذار من كل عام بالتزامن مع الذكرى السنوية لانعقاد مؤتمر (العراق للمناخ) تحت عنوان (مناخنا حياة) في العام 2023 والذي أقيم في محافظة البصرة في حينها بحضور عربي واقليمي ودولي كبير، وكان من أبرز مخرجاته زراعة خمس ملايين شجرة ونخلة لزيادة المساحات الخضراء، لتحسين الواقع البيئي والتقليل من مد التصحر، الذي يهدد ٤٠ بالمئة من الأراضي الزراعية في بلدنا.
في هذا اليوم تعمد اغلب المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين البيئيين والمواطنين بحملات تشجير مستدامة، بما يسهم في التحسين البيئي، لأن المناخ لم يعد مجرد قضية بيئية بل أصبح قضية تنمية وأمن أساسية للجيل الحالي والأجيال القادمة وضرورة دعم المبادرات والاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة واعداد استراتيجية شاملة وواقعية للاقتصاد الأخضر المستدام، بوصفه موردا دائما ومتجددا وصديقا للبيئة، يسهم في تنويع مصادر الدخل بعيدا عن الوقود الاحفوري المتذبذب الاسعار والملوث
للبيئة.
وفي هذا اليوم الربيعي نؤكد ونجدد تنفيذ أهم المقررات الحكومية في مؤتمر العراق للمناخ المتمثل في الدعوة لإنشاء صندوق وطني لمواجهة التغيرات المناخية، والذي سيضمن تمويلاً يمكن التنبؤ به للإجراءات المناخية ذات الأولوية، بما يسهم في تمويل المشاريع البيئية الاستراتيجية، وأهمها مشاريع الزراعة المستدامة بالاعتماد على الموارد المتاحة، فنحن أول من علم الانسانية الزراعة والري والاستيطان، وصنع الحضارة واستغلال الأراضي الخصبة، كي يعود العراق أرض السواد كما كان يسمى سابقا، لكثافة نباتاته وأشجاره وخاصة غابات النخيل الممتدة على مد
البصر.
*إعلامي وأكاديمي مختص في الشأن البيئي