بغداد: سرور العلي
تأثر الفنان التشكيلي العراقي طه عبد العال بالمدرسة التعبيرية التي تظهر المشاعر والعواطف الذاتية عبر الأشياء والأحداث، واستلهم في أعماله التصويرية جماليات الموروث وتوظيفها بأشكال فنية وزخرفية، لخلق صورة شرقية، فضلاً عن تجسيداته الأدمية الأقرب إلى الوجوه السومرية الشائعة في الفن العراقي القديم، إذ يبدو عليها الجمود والسكون، وبعيون واسعة متأملة تتمثل فيها السمات السومرية.
وظفت طه عبد العال في أعمالي التصويرية الخيال والرموز الشعبية، معيداً انتاجها بشكل تعبيري معاصر، غاية في إظهار نص صوري جمالي، أما بالنسبة للتقنيات والمواد المستخدمة في اللوحة فقد اعتمدت على خامات ومعالجات معاصرة، لإثراء العمل التعبيري كما قال في حديثه لـ "الصباح".
ويسعى عبد العال من خلال أعماله إيصال رسائل عدة للمتلقي ومنها، خلق صورة بصرية تتخذ من الموروث الشعبي مدخلاً ومحركاً، وصياغتها بما يتناسب مع منهج تعبيري جمالي في رؤية الشكل والمضمون، والتمسك بالإرث الحضاري والهويَّة العراقية.
طه عبد العال حاصل على دبلوم معهد فنون جميلة عام 2003، وبكالورويس كلية الفنون الجميلة بغداد في عام 2008، وماجستير كلية الفنون الجميلة في مصر عام 2016، ودكتوراه كلية الفنون الجميلة في مصر عام 2019، وهو عضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين، ويعمل تدريسي في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.
ويرى طه عبد العال أن الفن التشكيلي العراقي قد عانى الكثير نتيجة الحروب والانعزال عن العالم، والحصار الاقتصادي وغيرها من أزمات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، فضلا عن أدلجت الفن في عراق ما قبل العام 2003، ويوضح: أما اليوم فهو في أفضل حالاته، من حيث التنوع الفكري والتقني والتلاقح والاندماج، والتأثر مع الفن العربي
والعالمي.
شارك الفنان في العديد من المعارض في داخل البلاد وخارجها وأبرزها، المعرض الشخصي الأول على قاعة جراند في القاهرة 2016، والمعرض الشخصي الثاني على قاعة الكحيلة في القاهرة 2017، والمعرض الشخصي الثالث على قاعة كلية الفنون الجميلة في القاهرة 2019.
ويطمح طه عبد العال أن يرتقي الفن التشكيلي العراقي بالعالم، وأن نرى تجارب فنية معاصرة، ويلفت إلى أنه يستعد حالياً لإقامة معرض شخصي يوثق الجرائم التي ارتكبت في فلسطين ولبنان، ويأمل أن يكون وثيقة لإدانة الحروب والجرائم بحق
الإنسانية.
وختم طه حديثه بالقول: ينبغي للفنان التمسك بالهوية والإرث الحضاري، لاسيما وأن تأريخنا العراقي غني بالمفردات الفنية والجمالية، لذا فمن الضرورة التفاعل
معها.