ثقافة جيل الستينات: أحداث وتفاصيل

ثقافة 2025/03/17
...

  بغداد: مآب عامر 


الحديث عن جيل الستينات يتناول العديد من الاتجاهات والأفكار بما فيها تلك التفاصيل الدقيقة التي قد يغفلها الكثير من عاش تلك المرحلة وواكب أحداثها السياسية والاجتماعية.. تلك الأحداث المصيرية التي ارتكزت عليها المظاهر الثقافية آنذاك.

الكاتب والروائي زهير الجزائري الذي استضافه مؤخراً منتدى بيتنا الثقافي يشير إلى أن فترة الستينيات كانت فترة الانقلابات والخلافات والانشقاقات في التوجهات والانتماءات السياسية.

الجلسة التي كانت بعنوان "شهادتي عن جيل الستينات" وأدارها الأستاذ فاروق فياض تناولت الحديث عن تلك المجاميع الثقافية التي كان أفرادها من كتاب وشعراء وقصاصين وروائيين ونقاد يناقشون يومياً في مقهى ببغداد عمق التناقض في الخطاب السياسي، حيث تحدث زهير الجزائري عن مجموعة بغداد ومجموعة الناصرية ومجموعة النجف ومجموعة كركوك التي اعتبرها من أهم المجاميع آنذاك نتيجة تحدثهم بأكثر من لغة، وقال إن "لكل مجموعة كانت لديها امتيازات، فمثلا كانت مجموعة الناصرية هي الأكثر ثورية لما كانت تشهده من أحداث".  

كما وركز الجزائري الذي تحدث عن تلك التفاصيل بحكم انتقاله إلى العاصمة بغداد في ستينيات القرن الماضي غاية في الدراسة بكلية اللغات جامعة بغداد، عبر حديثه على الكثير من الاسماء التي برزت آنذاك، ومنهم (حميد المطبعي، فائق حسن، فاضل ثامر، عبد الملك نوري، سركون بولص، فوزي كريم، وسامي مهدي) وغيرهم الكثير من رواد الأدب والفكر والفن والثقافة، وكذلك عرج المحتفى به على البيان الشعري واختلاف وجهات نظر شعرائه لاحقاً فيما بينهم على تفاصيله.  

لم ينسَ الجزائري الحديث عن انفصال الجيل الستيني عن المجتمع وشعوره بالاغتراب والبعد عنه على الرغم من أن نظرة هذا المجتمع آنذاك كانت سلبية وغير مرضية تجاهه، بل وكان هناك نوع من الرفض نتيجة أفكار هذا الجيل وتوجهاته التي انطوت على تحول بالرؤى والمعنى. وأكد الجزائري أنه بالرغم من تلك الصبغة التجدديَّة التي تحلت بها كتابات هذا الجيل إلا أنها بدت لا تؤثر على المجتمع، حيث كان هناك عدم مقبولية بسبب عادات المجتمع وتقاليده المحافظة.

إنَّ تبلور أفكار التجديد والحداثة في الشعر والقصة والرواية، بل وحتى في الفنون التشكيلية في ستينات القرن الماضي، من خلال تشبعه بثقافات مختلفة ومنها الغربية لشعراء ومفكرين، وكذلك لفنانين تشكيليين، وكذا الحال في النقد الجديد. من هنا بدت الفروقات بين الجيل الخمسيني والجيل الستيني واضحة بحسب الجزائري.

الجلسة التي كان حضورها واسعاً لم تخلُ من المداخلات والاستفسارات والشهادات حول تلك المرحلة المهمة في تاريخ العراق السياسي والثقافي. 

يذكر أن لزهير الجزائري العديد من الاصدارات والكتب في الرواية والقصة والسيرة، منها (مدن فاضلة، أزرق أبيض، آخر المدن، ضباب الأمكنة، الخائف والمخيف، وحافة القيامة) وغيرها.