خالد جاسم
اعتاد منتخبنا الوطني لكرة القدم على المحن والشدائد الكروية في مختلف المناسبات، تماماً كما تعود جمهورنا المبتلى بحب العراق أولاً والكرة ثانية على الصدمات المتأتية من خيبات الأمل في كرة القدم حتى أصبح مشهد خروج المنتخب الوطني من بطولة أو تصفيات أو غيرها وهو فائز أو بطل متوَّج بيسر أو من دون المرور في عنق الزجاجة، من المشاهد النادرة جداً في فصول مسيرة عطاء فريقنا الوطني. ومن هنا كان الإعلام الرياضي متناغماً ومنسجماً مع واقع الحال هذا، وكثيراً ماتستخدم عناوين أو مانشيتات من نوع منتخبنا في مواجهة مصيرية أو منتخب العراق أمام خيار الفوز للتأهل أو فريقنا يضع نفسه بين المطرقة والسندان أو منتخبنا يدخل الحسابات الشائكة ومباراة لاتقبل القسمة على اثنين والعراق في مواجهة المصير والأسود في لقاء الحسم , وهكذا إلى بقية العناوين التي تلخِّص واقع الحال هذا الذي تعلمنا عليه وأصبحنا أقرب إلى العاشقين في لجَّة الانتظار لإطلالته البهية . ومع إن معظم ما أشرنا إليه قد يحدث في المنعطفات الأخيرة في البطولات أو المناسبات الكروية السعيدة وغير السعيدة التي يشارك بها المنتخب الذي نضطر وكما هو حال عباد الله المدمنين على حبِّ الكرة العراقية للدعاء والابتهال إلى الباري جلَّ في علاه كي يخلِّص منتخبنا من محنة المواجهة الحاسمة أو المرور الآمن من عنق الزجاجة، إلا أن الحدث القريب والاستحقاق القادم وهو المتبقي من مشوار تصفيات كأس العالم وفي مقدمة ذلك المواجهة غداً مع الكويت في ملعب جذع النخلة قد يكون استثناءً عن قاعدة عبث الأقدار مع الكرة العراقية أو منتخبنا الوطني الذي سيلاعب بعدها منتخبي فلسطين والأردن في العاصمة الأردنية عمان وهي منتخبات معروفة لنا جيداً في كل تفاصيلها برغم أن منتخبنا في حالة تقترب من الضنك التدريبي والجوع الإعدادي الذي لا يرتقي إلى مستوى التحضير الحقيقي مع أن الأنظار تظل متوجهة إليه من أجل تعويض إخفاقات الحضور السابق واستثمار أفضل فرصة سنحت لنا في ماراثون تصفيات كأس العالم منذ عقود من الزمن وماعلينا إلا تسخير كل أنواع الدعم والإسناد والمؤازرة لأسود الرافدين وملاكهم التدريبي لأنه يبقى أولاً وأخيراً منتخب الوطن.