من الشاعر زهير بردى .. اقتربنا ليكون هذا الحوار
*عرّف لنا نفسك؟
- المختلف الرائي حين أذهب لفصح الشعر أشاكس جسدي بنصّ مجنون يرغب بتأدية طقوس غريبة، كما أجنح الى مشاكسة الشعر بأصابعي ولا اخذل اسطورة جسدي وعلامتي الفارقة الشعر.
* من أين بدأت مع الشعر ؟
- حين داعبت امراة باصابعي وكانت تقصد الغرين او الطين اللين فتسلّل الى كلّ جمال العالم سرّا ليُعلن براءتي.
* ما جديدك ؟
- ما مضى جديدي وما انا الان جديدي، وجديدي كثير كلما تدحرجت خارج الظل وحين ابصر من خلل الكلام يستمر جديدي غدا وانا دائما أرى الغد في الشعر.
* أي شعور ينتابك حين لا تستطيع إكمال قصيدة ؟
- انا لا اخذل اصابعي واخطط للبدء، حقا هي من تغويني وتبدأ معي في خط شروع متوتر يتعمّد الاختلاف.
* أيّهما أصعب: القصيدة العمودية ام النثر ؟
- ما دخلت قارة الشعر إلّا ناصّاً وليس نكاية بالعمود ولكن انا مغرم بعناصر النصّ الحداثوي ولا احب ان اتقيّد وارغب ان اتجول خارج دائرة القولبة وانادم مخيلتي لاثمل في انتماء مقدس للنصّ برؤيا انحاز لها واتبناها.
* ألم تندم على قصيدة نشرتها ؟
- كما قلت النصّ المفتوح فضاء لازمني ولامكاني استرسل في مداه فأي ندم يتركه نصّ أتمّه بمخيلة ساردة تتجول في قداسة الكلمة لقربان المخيال.
* ما أهم رأي قيل في تجربتك الشعرية؟
- قال الناقد العراقي الكبير فاضل ثامر انه اكتشف في نصوصي قصيدة النثر المدوّرة، كما أردف أنني من بين القليل الذي يكتب قصيدة النثر كما قالت بها سوزان برنار وانني في الاداء اقترب من قصيدة النثر
الفرنسية.
* من هو الشاعر الذي يتراءى لك
دائما؟
- الشعراء الذين يبثّون الحب والموسيقى والضوء في ارساليات مقدّسة ومن كلّ مكان.
* ما الذي دفعك الى كتابة الشعر للاطفال ؟
- ربما لأنّي رتّبت حياتي البريئة لاكون مثلها واعيشها واقدم طبقا من غذاء الروح ببراءة الناس الصغار حولي انفسهم والذين دائما نخذلهم نحن الكبار.
* ما سبب الانحسار الذي يمرُّ به الشعر الان ؟
- الشعر هوية اشكالية الرواج او التلقي في الذائقة والفجوة التي اتسعت بعد تراجع الهم الثقافي بعدما شهدنا من تحولات اجتماعية وسياسية وجغرافية اثرت في المتلقي، فالشعر تاريخ للكلمة البدء واحالاتها وهو يبتكر لها حركتها.
* هل لك أن تعرّف الضجر ؟
- أنا مفتون بالحياة فكيف بعاشق أن يضجر من فاتنته، الضجر يجعلني أتالّم وحين أتالّم أهذي وبصير القلم قرباني.
* أي شيء تشعره أصعب في الموت ؟
- الحياة اختبار للموت وتمهيد بتمرين له، الحياة موت يومي متكرر ومتجدّد بألوانه المتعددة الموت لا يعني ان احزن بصمت، الموت أسئلة تنهض من روحي هذا الضد الموت في الحياة روحا والروح في الحياة موتا تلك هي الاشكالية، اي ان الموت يكرر حياتنا، أؤمن اني عشت سابقا بما تبثه روحي
الحياة.
* كيف ترى العلاقة بين النقد
والشعر؟
- الناقد شاعر، والشاعر لو ترك منصّته وصار ناقدا فشل في امتلاك الاختلاف، الشاعر في نصّه الملهم والناقد بلغته وتذوقه ربما هما صنوان يتجاذبان او يتنافران.
* صف (عنكاوة) بكلمات تستحقها منك ؟
- عنكاوة مهدي ومدرستي الاولى أجمل عين أرسمها على صدري، وبخديدا بيتي وملهمتي، قلت فيها محاطة بحزام غريب من الضوء لها سبعة قل او اكثر، مطرها ورد ابيض يجري خلفه نحل، تنمو الباتولاء في طولها وتصفّف شعر الليل بظل نور يشع من ترونس كنيسة تنتظر المصلين فجرا وكان طينها جسد ضوء وتحت تربتها فصح
للحب.