المرأة الموسيقية.. إسهامات فاعلة في إنعاش الذائقة

ثقافة 2025/03/26
...

 بغداد: رشا عباس

 تصوير: نهاد العزاوي 


تزخر الساحة الغنائية والموسيقية بالأصوات النسوية اللافتة، التي اختلفت بالأعمار والاختصاصات العلمية، وفرضت نفسها بقوة وهذا ما يمكن ملاحظته في الفرق الموسيقية والمشاركات، التي نالت استحسان الجمهور وهزت قناعاته وجذبت اهتمام متذوقي الموسيقى والغناء الأصيل، من خلال انخراط المرأة في العديد من الفرق الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة أو الأهلية ومساهمتها الفاعلة في إشباع ذائقة المتلقي الفنية، وقد استطاعت العديد من الفنانات فرض وجودهن كمبدعات في الوسط الفني.. وبناء على هذا استطلعت "الصباح" آراء المهتمين بالشأن الموسيقي لمعرفة إن كانت المرأة في حقل الموسيقى غائبة أم مغيبة؟

العادات والتقاليد

سابقا كانت المرأة العراقية مغيبة بحكم العادات والتقاليد وهيمنة المجتمع الذكوري على شتى أنواع الاختصاصات، والفن بحد ذاته ولكن في الآونة الأخيرة، باتت للمرأة كلمة في تحديد صفتها العملية من خلال الانفتاح، الذي حصل وأصبح بيدها أن تظهر في أي محفل أو عمل فني أو طبي أو تعليمي، بحسب سندس كاظم استاذة مادة التاريخ في معهد الدراسات الموسيقية.

وأضافت: المرأة بدأت في الآونة الأخيرة مزاحمة الرجل بالتفاصيل الفنية، وخير دليل فرقة "سومريات" النسائية ومشاركاتها، كذلك في الفرقة السيمفونية العراقية، ليكون لها دورٌ مؤثرٌ في الفن والموسيقى لتشاطر زميلها بالنجاحات الفنية وربما تتفوق عليه.


فضاءاتٌ غنائيَّة

عازفة التشلو شهد جمال قالت :" بحكم عملي كتدريسية في معهد الفنون الجميلة، لاحظت في الآونة الاخيرة هناك اهتمام ومحاولات جادة من قبل الأهالي بدعم بناتهم للدخول في هذا المعترك الحيوي، الذي يؤسس إلى فضاءات غنائية وموسيقية ستجد طريقها للارتقاء وبلوغ الشهرة، وهذا كل ما يتمناه الفنان ليشكل بصمة وأيقونة على جدار الغناء". 

بينما اشارت عازفة الكمان هايدي محمد إلى ضرورة تكريس الوعي لدى المتلقي، فهناك مئات الفتيات اللواتي لديهن الموهبة، لكن لم يتجرأن بفعل التقاليد والموروثات على الافصاح أو التعبير عن مواهبهن، وهذا يتوقف على الأهل في اكتشاف اهتمام بناتهم ودعمها، وبالنسبة لي كان الأمر مرتبطاً بأني نشأت في بيئة شجعتني على اظهار ما بداخلي،  والدتي كانت أفضل سند ومحفز لي ورافقني في التدريبات، وذللت لي الصعاب ومهدت لي الطريق في تحقيق ما أحلم به، مفصحة عن طموحها أن تكون عازفة ذات شأن في الفرقة السيمفونية الوطنية.


حضورٌ ومشاركات

من جانبها، بينت عازفة الفلوت في فرقة سومريات رند الصراف أهمية مشاركة المرأة في الغناء والموسيقى، كونها باتت ضرورة تنسجم مع روح العصر والايقاع الجديد للحياة والمتغيرات، لا سيما أن الاغنية والموسيقى شقت آفاقا جديدة باستخدام الآلات الحديثة، فضلا عن الفرق النسوية، التي تؤكد حضورها بين الحين والآخر، وهذا ما نرى فيه الاقبال الكبير على المشاهدة وقطع التذاكر ومعرفة الجمهور بهذه الأهمية، التي من شأنها أن تخفف من الصعوبات والمعاناة، التي يعيشها المواطن في ضوء الظروف الصعبة، فالموسيقى علاج نفسي لتخفيف أعباء الحياة، مضاف إلى ذلك أن تلك الفرق النسوية تحصد مشاهدات كثيرة في اليوتيوب، وهذا دليل آخر لنجاح المرأة.


ظاهرةٌ حضاريَّة

وبهذا السياق تأسف الموسيقي والباحث جمال السماوي على الحالة، التي وصلت لها بعض المواهب والطاقات الغنائية الجادة، وهو مكوث بعضهن في المنازل، فضلا عن أن أكثر الخريجات العازفات 

أخذن اتجاه التعليم، نتيجة عدم التشجيع والخوف من البوح بمواهبهن، على الرغم من أن 

هناك محاولات تدعم وجود المرأة وتحاول النهوض بها، لتعيد ألقها وجمالها، وهذا يتطلب جهدا من 

قبل المتلقي، من خلال الاستماع وترجمة الموسيقى والمقطوعات، وتقديم كل ماهو ايجابي يخدم المرأة ودورها.