سامر المشعل
بعد النجاح الكبير الذي حققه المطرب الراحل عبد الزهرة مناتي بأغنية " ياوسفه وظني "، بالتعاون مع الشاعر كريم راضي العماري والحان محمد نوشي، والتي جاءت بنكهة ريفية مميزة بصوت مناتي الهادر والبحة الجنوبية، التي تؤطر أداءه وتمنح الأغنية بصمة جمالية متفردة.
وبالفعل حققت هذه الأغنية نجاحا كبيرا ولفتت الانظار إلى مناتي، فأراد أن يوسع دائرة الشهرة بالتعاون مجددا مع الشاعر المبدع كريم راضي العماري، لا سيما هو يمت بصلة قرابة عشائرية معه، بذلك الوقت كان كاتب اغنية " خليني أبات ويه الرمش"، فطلب مناتي من شاعرها أن تكون له، لكن الأخير اعتذر لأنه اعطاها إلى الدكتور فاضل عواد، وحاول إقناعه بأن الملحن عبد الحسين السماوي وضعها على صوت فاضل عواد.
لكن مناتي المعجب بالأغنية بقي على إصراره يحاجج شاعرها بأن الملحن ممكن أن يجري تعديلا بما يناسب صوته.
يذكر الشاعر بأنه تفاجأ بالمطرب عبد الزهرة مناتي ومعه ستة من أبناء عمومته يأتون للبيت من أجل فض النزاع بشأن أغنية " خليني أبات ويه الرمش". ويروي الشاعر العماري بأن أبناء عمومتي عشائريون بعيدون عن عالم الفن والأغنية، حتى أن أحد عمامي قال لي " هن حجايات انطيهن لابن عمك ولا تخلي بخاطره "، بعد الكعدة العشائرية " صرت مضطراً أن أعطي الأغنية لعبد الزهرة مناتي.
بالفعل غناها مناتي ونجحت نجاحا كبيرا، بل أصبحت أهم أغنية في مشواره الفني، هذه المفارقات الطريفة يستذكرها الشاعر كريم راضي العماري، مع المطرب الراحل عبد الزهرة مناتي، الذي أخذ الأغنية بفصل عشائري وأرغم شاعرها بالتنازل عنها، ضمن لقاء مع الاعلامي وليد حبوش لإذاعة الرابعة.
ما زال الحديث عن المطرب الريفي عبد الزهرة مناتي بصوته الجنوبي الميساني المميز وأغانيه، التي لا تزال تنث شذى عطرها في أفياء المخيلة، وتواصل خطابها الإبداعي، على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على انتاجها، أود أن أوضح إحدى الاغاني التي قدمها وهي " نازل ياقطار الشوك" والتي استشكلت على الكثير من الباحثين والمعنيين بالموسيقى والغناء، فالبعض ينسبها إلى الملحن سالم حسين، والبعض الآخر إلى عبد الجبار الدراجي.. ومن أجل أن نزيح هذا الالتباس عن هذه الأغنية، التي كتبها الشاعر حامد العبيدي، ولحنها الفنان عبد الجبار الدراجي، فغناها أول مرة عبد الجبار الدراجي في عرس أخيه، سمعها عبد الزهرة مناتي وأعجب بها، وأخذ الموافقة منه في غنائها، فاشتهرت الأغنية كثيرا بالأوساط الشعبية، بعد ذلك قام الملحن سالم حسين بوضع توزيع موسيقي للحن وأعطاه إلى المطرب المصري اسماعيل شبانة شقيق الفنان عبد الحليم حافظ، وهذا أثار حفيظة عبدالزهرة مناتي وأزعجه ذلك وقدم شكوى ضده، وفي آخر المطاف اعتزل الفنان الريفي عبد الزهرة مناتي الفن وتفرغ للعبادة وترك وراء ظهره الفن والأغاني.