حسين فجر يوظّف الموسيقى لعلاج المرضى

ثقافة 2025/03/26
...

 بغداد: فرح الحياج


يعد الموسيقي حسين فجر من الأسماء اللامعة في الساحة الموسيقية العراقية والعربية، لم تقتصر اهتماماته على التأليف والعزف على الآلات الموسيقية على نحو تقليدي، بل ابتكر مشاريع جديدة تجمع بين الفن والعلاج النفسي، وله تجربة عملية في استخدام الموسيقى بالعلاج النفسي. 

إلى جانب اهتمامه بالموسيقى التراثية، فقد سعى حسين فجر إلى استخدام الموسيقى كأداة علاجية، لتحسين الحالة النفسية للمرضى، من خلال مشروعه الرائد "موسيقى البيئة في العلاج النفسي". يهدف هذا المشروع إلى مساعدة المرضى النفسيين في الوصول إلى حالة من الاستقرار النفسي، عبر استماعهم إلى الموسيقى التي تناسب تفضيلاتهم وذكرياتهم الموسيقية.

وبشأن هذا المشروع، أوضح فجر: " الفكرة الأساسية كانت في تحديد نوع الموسيقى التي يستمع إليها المريض في حياته، ومعرفة تأثيرها عليه. بناءً على ذلك، يتم تخصيص أوقات معينة للمريض للاستماع إليها، ما يساعده في التفاعل بشكل إيجابي معها." وقد طبق هذا المشروع على العديد من المرضى النفسيين، ووجد أنه يؤدي إلى تحسن ملحوظ في حالتهم النفسية، لا سيما مرضى الفصام والتعرض لصدمات نفسية، حيث لوحظ أن التفاعل مع الموسيقى يساعد في تهدئة التوتر النفسي وتحسين حالتهم العامة.

تم تطبيق هذا المشروع في مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية، حيث أشرف فجر على برنامج موسيقي بالتعاون مع وزارة الثقافة. في هذا الصدد، أشاد الدكتور نعمة آل ياسين، مدير قسم التأهيل في مستشفى الرشاد، بتجربة العلاج بالموسيقى، حيث قال: "الموسيقى كانت أداة فعالة ليس فقط في رفع معنويات المرضى، بل أيضًا في تحسين حالتهم النفسية، وأظهرت التجربة أن المرضى أصبحوا أقل حاجة إلى الأدوية النفسية."

كما أشاد الدكتور عماد جاسم، وكيل وزارة الثقافة الأسبق، بمساهمة فجر قائلاً: "ما قام به حسين فجر هو أكثر من مجرد علاج موسيقي، بل كان وسيلة لاستعادة الذكريات، من خلال ترجمة مشاعر المرضى عبر معزوفات موسيقية تحاكي حياتهم وتجاربهم الشخصية. وقد أبدع فجر في استخدام هذا الأسلوب، والذي أثبت نجاحًا كبيرًا مع العديد من الحالات." إن مساهمات حسين فجر تتجاوز كونه موسيقيا تقليديا، انما له اهتمامات عديدة في تسخير الطاقة المنبعثة من الموسيقى في العلاج النفسي، اضافة إلى مشاريعه الأخرى بإحياء التراث على نحو ابداعي.