رماد الرسائل..

ثقافة 2019/07/15
...

ريسان الخزعلي
 
 
أضعتُ العناوينَ القديمة .
أضعتُ انتظارَ الظهيرةِ لائذاً بالجذور
أضعتُ نومَ المساءِ تحتَ سقفٍ خفيض .
أضعتُ تلويحةَ السطحِ للشرفةِ الناصيّة
أضعتُ طريقَ الليلِ ..،
الى
حانةٍ
تستقبلُ
القادمينَ
من الجنوب
أضعتُ الوجوهَ مدوّرةً..،
واكتفيتُ بإلبومٍ غيرِ مكتملِ الصّوَر.
أضعتُ اصابعها، وقد كانت طويلة ../
تمرُّ على وجهي..،
 بهمسٍ كخفقِ الثوبِ في حزِّ الحزام
وتفرُّ من كفّي الرسائل .
...،
أضعتُ قميصها ../
قميصها بالاحمرِ المجنونِ أغنيتي
ومثلهُ بالاحمرِ المجنونِ كانَ قميصي .
مَن يأتني الآنَ..،
بخيطٍ يوصلُ السنواتِ الثقيلةَ هذهِ برسائلِ الايامِ تلك..؟
مَن يأتني لهُ الميراثُ منتصفَ الحلمِ ..،
لهُ الشارةُ قبلَ أنْ ألمسَ الخيطَ .. ،
لهُ العلامةُ رجفتي .
...،
- هل أمسكُ نبضَ الرسائلِ ثانيّةً..؟
- هل أكتفي برسائلِ نبضي..؟
- ما عدتُ أنتظرُ البريد !
أضعتُ الرسائلَ مختومةً ..،
لأني ارتضيتُ العناوينَ 
الجديدة ...