ضمن نشاطاتها المستمرة ضيّفت منصّة ابداع في بغداد مدينة الابداع الادبي - اليونسكو الناقد الدكتور نجم عبدالله كاظم في ندوة حوارية بعنوان “قضايا الادب المقارن والرواية والآخر وجوائز كتارا” وذلك على قاعة سيتي في بيت الحكمة، ادار الجلسة دكتور سعد التميمي .
بداية تحدث دكتور سعد التميمي عن الخطاب النقدي على المستويين العربي والعالمي لأنّنا امام ثورة من الخطابات النقدية.
ويمكن توزيع النقاد العراقيين بحسب موقفهم من الحداثة النقدية على ثلاث فئات: الأولى نقاد الحداثة اللذين التزموا بمقولات المناهج النقدية الحديثة، والفئة الثانية تضم نقّادا انفتحوا على الحداثة لكنهم لم يستسلموا لكل مقولاتها، وتضم الفئة الثالثة مجموعة من النقاد لم يتحمّسوا لتلك المناهج فأفاد قسمٌ منها وانغلق قسمٌ عنها، فيما اكد نجم عبد الله ان النقد في العراق يتجه للايجابية اكثر من السلبية لأنّ هناك خطابات تخرج عن حدود النقد، وبالمقابل هناك خطابات تخرج عن امكانية نقد القرّاء وهو ما سمّاه بالنقد المتطرّف، فالالتزام بالمنهج هو شيء من الوهم إلّا لغاية
تعليمية.
وعن اختيار الناقد نجم عبد الله كاظم لأفضل مئة رواية عراقية في القرنين التاسع عشر والعشرين. اكد، انها متأتية من اختيارات تمثل رؤية موضوعية من جهة، وعلى هامش من الذوق الخاص من جهة أخرى.. وفق ترتيب معاييري في الاختيار، اولاً: الذوق والرؤية الذاتية الخاصة.. ثانياً: الشهرة والشيوع.. ثالثاً: المكانة النقدية للعمل ما استقرت عليه الدراسات عن الرواية، فضلا عن موقفه منها.. رابعاً: مدى تأثير الرواية في غيرها، خصوصاً حين تقود إلى تشكّل تيار أو نوع أو ظاهرة معينة.
وقد لا يعني هذا الاختيار ان عبد الله اطلع على جميع تلك الروايات، اذ انه بلا شك قرأ العديد او الكثير منها، اما بقية الروايات فقد تابعها حسب الشهرة وما كتب عنها من مقالات نقدية في الصحف والمجلات وشبكة النت او من خلال البحوث والدراسات التي
تناولتها. وَمِمَّا تجدر الإشارة اليه ان ترتيب الروايات جاء وفق سنة صدورها اي انه تقسيم زمني تراتبي بحت يشير الى موضوعية الكاتب.
فهناك فرق بين اهم وافضل بالنسبة للرواية من الناحية التاريخية والزمنية، لأن الرواية العراقية معروفة على حد قوله بغائب طعمة فرمان (النخلة والجيران) سنة 1966 وبالتأكيد هناك روايات اخرى
سبقتها.
وعن الساحة الأدبية العراقية بعد التدخل الأميركي وتغيير الواقع السياسي. اكد عبد الله، رغم كل السلبيات التي صاحبت العدوان الأميركي على بلادي (العراق) كانت هناك فوائد ثقافية رغم الأذى الذي لحقنا. فوائد تحصّل عليها المثقفون منها الحرية التي أتيحت للكاتب العراقي في الكتابة وفي معالجة قضايا كانت تدخل ضمن الممنوعات سابقا في مجالات الدين والجنس والسياسة.
من ذلك أيضا انفتاح هذه الكتابة على التاريخ واستحضاره بغير الصورة التي كان يقدم عليها رسميا، فضلا عن قضايا اجتماعية ما كان الكاتب في العراق قادرا على الخوض فيها سابقا بهذا الشكل، بعد أن تراجعت الممنوعات عن قلمه فمنهم من كان جادا ومقنعا بمعالجاته، ومنهم من بالغ في كتاباته بالكثير في الجنس والدين والسياسة بطريقة نفسية وليست الأدبية لاسباب منها الانتشار والإثارة والكسب دون مبرر. وبطبيعة الحال حضر في الرواية العراقية الاحتلال بكل دمويته وعنفه وما قاد إليه من أشكال التطرّف والعنف والقتل والحياة الدموية، وأثر ذلك ايضا على الأدب والفن
والحياة .
كما تطرّق عبد الله الى الجوائز الأدبية كتارا والبوكر والتي يعد نجم عبد الله احد مستشاري جائزة كتارا والمحرر للكثير منها تحدث عن هذه الجوائز في انها تمر بمراحل الى ان تصل الى الفائز النهائي ابتداءً من ملاحظات المحرر والتي يشكل التحرير نسبة 99 % ويهتم بالجانب المادي للنص، فضلا عن المحكّمين.
واخيرا تحدث عن الأدب المقارن وان هذه الدراسات باتت ضئيلة وقليلة، وان المختصّين بالأدب المقارن قليلون بالدراسات الأكاديمية، ولكنه لا يخلو من أعلام كتبوا وابدعوا منهم عبد المطلب صالح، داوود سلوم، صبحي ناصر، ضياء ناصر، نجم عبد الله .
وقد امتلأت قاعة ستي في بيت الحكمة بجمهور المدينة الإبداعية وروادها الذين اغنوا الجلسة بالعديد من المداخلات القيمة بخصوص
الشأن.