الوردي على طاولة اتحاد الادباء

ثقافة 2019/07/20
...

بغداد/ مآب عامر
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الاربعاء الماضي جلسة بعنوان (لمحات من حياة وأفكار عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي)، على قاعة الجواهري، بحضور عدد من الادباء 
والمثقفين.  
وقد أدار الجلسة الدكتور ماهر الخليلي وتحدث واصفا الدكتور علي الوردي بانه ليس عالم اجتماع فحسب، بل هو شخصية ذات تأثير كبير على الواقع العلمي والأكاديمي العراقي.
كما وعدّه الخليلي ليس مؤرخا أكاديمياً فقط، بل كان يضيف المعلومات التاريخية الى منهج علم الاجتماع وهذا ما اثار حفيظة المؤرخين. 
وأشار بقوله “ استخدم الوردي المعلومات التاريخية بإطارها واحداثها، كما وقد غاص في أعماق طبيعة ونشأة الشخصية العراقية، وتأثيرات الدولة العثمانية ولاسيما في عهد المماليك، فضلا عن الأمراض والاوبئة”. 
كما وقدم الباحث عبد الوهاب حمادي في محاضرته عن الوردي موجزاً تضمن بدايات نشأته، وعرفه ناقداً للارستقراطية وساكني البيوت العاجية، وكان يدعو الادباء والشعراء إلى تبسيط اللغة العربية بالأسلوب الديمقراطي، ودعاهم أيضا في الوقوف إلى جانب شعبهم وليس إلى جانب الحكام الظلمة. 
وعرّف حمادي خلال الجلسة الوردي في أنه أفضل كاتب ديمقراطي حتى تجاه نفسه، إذ كان يتيح للمقابل شتمه وتمزيق نظرياته، بينما كان هو محافظاً على هدوئه وابتسامته. 
وقسم حمادي محاضرته إلى مراحل عديدة، منها حياة علي الوردي، فقد كان توقفه الأول عند مولده في مدينة الكاظمية ببغداد، والتي هاجر منها في سن الرابعة إلى محافظة النجف، وتحديداً خلال فترة إعلان الأخيرة العصيان على الدولة العثمانية وحكمت نفسها ذاتيا.  
بعد هذه المرحلة عاد الوردي إلى الكاظمية ببغداد، وحفظ القران في الكُتاب وتعلم القراءة والكتابة والحساب وأرتاد مدرسة المفيد الابتدائية وتتلمذ على يد مصطفى جواد، الذي أسهم تعارفهما الأول عن تغيير لقب (آل الورد) إلى الوردي، ونشأة صداقة أدبية وفكرية بينهما، “فقد كانا يحضران المدارس الأدبية والندوات”، كما وقد تخرج الوردي من مرحلة الدراسة المتوسطة العام 1935 وكان الأول على العراق، أما في دراسته الثانوية فقد كان 
الرابع. 
في المرحلة الثانية من حياة الوردي عين معلماً في مدرسة الشطرة الابتدائية في العام 1937، وتحدث حمادي خلال المحاضرة عن تجول الوردي في الناصرية التي تأسست العام 1869 بعد الانتهاء من عمله، وبهذا الخصوص “اكتشف الوردي أن الناصرية تتميز بشوارعها العريضة وبساتين الفاكهة ويخترقها نهر الفرات، كما أنها تمتلك حركة سياسية واجتماعية فمنها نشأ الحزب الشيوعي العراقي، وفيها بدأت خلايا البعث البائد، ومنها خرج أعضاء حزب الأمة والحزب الوطني العراقي، وكذلك أبرز عمالقة الغناء العراقي”. 
أما في العام 1950 حصل الوردي على اول شهادة دكتوراه في علم الاجتماع من اميركا.    
لم تكن هذه اول محاضرة يقدمها الحمادي عن علي الوردي فهو يواظب على استذكار الوردي في ذكره كونه عاصره لما يقارب الـ(50) عاما، ومثله يعد حسب الحمادي الصديق والمعلم. 
وتخللت الجلسة مجموعة من المداخلات والمشاركات القيمة عن حياة الدكتور علي الوردي ومواقفه، منها للناقد فاضل ثامر والدكتور نجاح كبة
وغيرهم.