1. ما يفضي اليه البياض
البياضُ الذي يحتويني
صفاءُ الندى والبشارات
طعمُ الهوى العذبِ ،
وشيُ القرنفلِ ،
والألق المزدهي فوق نهرِ الضفائرِ
والضاحكات العيونْ .
البياضُ الذي يحتويني طيوفي التي
تصطفيني ،
حروفُ القصائد مخضلّةً بالبراءةِ ،
اشرعتي في خضم الرحيل المباغتِ ،
طوقُ الزهورِ الذي أشتهي
فوق رأس الأميرةِ ،
وشمُ القصيدةِ في لوحةِ الحبِّ ،
ثوبي الذي لا يقيني عرائي ،
وخاتمتي في طقوسِ الأفولْ !
2. وهج سرمديّ
مَن يردُّ ارتوائي ،
ويُعلي بأصقاعِ روحي سمائي ،
يُدثّرُني بالندى واخضرارِ الفصولْ ؟؟
من يقيني اشتعالي المؤبّد
في خفقِ أجنحتي ،
يحتويني ،
يهشّمُ ما أورثتهُ القطيعةٌ ،
والغربةُ المستميتةُ ،
يرفو ثيابَ الحنايا التي أمحلتْ ،
والغصونَ التي عفّرتها
رياحُ الذبولْ ؟؟
........
أيّها المبتلى بالمناحاتِ
قوّضْ متاهاتِ رؤياكَ ،
واحتضنِ الوهَجَ السرمديَّ المعبّأَ
في واحةِ الشعرِ والروحِ ،
واقتحمِ الزمنَ الموحشَ الظلِّ ،
والوجعَ الماردَ المستحيلْ .
3. رؤيا شاعر
أتوهّجُ في هالةِ عشقي ،
أختزلُ العالمَ
في أجملِ لوحةِ شعرٍ
تفتضُّ بكارةَ لغزِ الكونِ ،
وتستبطنُ جوهرَ روحِ الأنسانْ .
وأظلّ أرشُّ صفاءَ دمي ضوءاً
فوق مداراتٍ
لا تكبو في عصْفِ طواحينِ الحربِ ،
وأزمنةِ الجدبِ ،
ولا ترضخُ قطُّ لصوتِ الطغيانْ .
4. انثيالات
أراني أعصرُ خمرَ القصيدةِ
من ثديّ عنقودِها تحتَ داليةٍ
من رفيفِ الندى واخضرارِ المساءْ .
ولا أرتضي غيرَ ما ينهمي مورقاً بالبهاء الذي
يُسرجُ الروحَ بالحرفِ والشدوِ ،
حتى يظلّ اشتعالي فضاءً مطلاً
على عالمٍ
مترعٍ بالشذا ،
والضياءْ.
5. ترنيمة (سنوات الضياع)
هبيني السنينَ التي غادرتْ
واعزفيني نشيداً بهياً ،
وغوصي بأعماقِ روحي الجديبةِ
مثلَ الندى فوق زهرِ الحقولْ .
فأنا شاعرٌ مرهفُ الحسّ
لا أرتضي أن يحزّ الأسى جذوتي ،
ثم تُسلمني وحشتي
للردى والذبولْ .
6. أمّ العراق
على كلّ قبرٍ تمرّينَ
تلقينَ ورداً ودمعاً
وأدعيةً من رحيقِ الفؤاد الموشحِ
بالحبّ والاشتياقْ .
أسمّيكِ ماذا اذاً غير أمّ المضحّينِ
والراحلينَ المقيمينَ في أرضِ
وادي المناحاتِ
أمّ العراقْ .