ترانيم طائر الغربة

ثقافة 2019/07/24
...

مجبل المالكي
 
 
1. ما يفضي اليه البياض
البياضُ الذي يحتويني 
صفاءُ الندى والبشارات 
طعمُ الهوى العذبِ ، 
وشيُ القرنفلِ ، 
والألق المزدهي فوق نهرِ الضفائرِ 
والضاحكات العيونْ . 
البياضُ الذي يحتويني طيوفي التي 
تصطفيني ، 
حروفُ القصائد مخضلّةً بالبراءةِ ، 
اشرعتي في خضم الرحيل المباغتِ ، 
طوقُ الزهورِ الذي أشتهي 
فوق رأس الأميرةِ ، 
وشمُ القصيدةِ في لوحةِ الحبِّ ، 
ثوبي الذي لا يقيني عرائي ، 
وخاتمتي في طقوسِ الأفولْ !
 
2. وهج سرمديّ
مَن يردُّ ارتوائي ، 
ويُعلي بأصقاعِ روحي سمائي ، 
يُدثّرُني بالندى واخضرارِ الفصولْ ؟؟
من يقيني اشتعالي المؤبّد
في خفقِ أجنحتي ، 
يحتويني ، 
يهشّمُ ما أورثتهُ القطيعةٌ ، 
والغربةُ المستميتةُ ،
يرفو ثيابَ الحنايا التي أمحلتْ ، 
والغصونَ التي عفّرتها
رياحُ الذبولْ ؟؟
 ........
أيّها المبتلى بالمناحاتِ
قوّضْ متاهاتِ رؤياكَ ، 
واحتضنِ الوهَجَ السرمديَّ المعبّأَ
في واحةِ الشعرِ والروحِ ، 
واقتحمِ الزمنَ الموحشَ الظلِّ ، 
والوجعَ الماردَ المستحيلْ .
 
3. رؤيا شاعر
 أتوهّجُ في هالةِ عشقي ، 
 
أختزلُ العالمَ 
في أجملِ لوحةِ شعرٍ 
تفتضُّ بكارةَ لغزِ الكونِ ، 
وتستبطنُ جوهرَ روحِ الأنسانْ . 
وأظلّ أرشُّ صفاءَ دمي ضوءاً 
فوق مداراتٍ 
لا  تكبو في عصْفِ طواحينِ الحربِ ، 
                  وأزمنةِ الجدبِ ، 
ولا ترضخُ قطُّ لصوتِ الطغيانْ .
4. انثيالات   
أراني أعصرُ خمرَ القصيدةِ 
من ثديّ عنقودِها تحتَ داليةٍ
من رفيفِ الندى واخضرارِ المساءْ . 
ولا أرتضي غيرَ ما ينهمي مورقاً بالبهاء الذي 
يُسرجُ الروحَ بالحرفِ والشدوِ ، 
حتى يظلّ اشتعالي فضاءً مطلاً 
على عالمٍ 
مترعٍ بالشذا ، 
      والضياءْ.
 
5. ترنيمة (سنوات الضياع) 
هبيني السنينَ التي غادرتْ 
واعزفيني نشيداً بهياً ، 
وغوصي بأعماقِ روحي الجديبةِ 
مثلَ الندى فوق زهرِ الحقولْ . 
فأنا شاعرٌ مرهفُ الحسّ 
لا أرتضي أن يحزّ الأسى جذوتي ، 
ثم تُسلمني وحشتي 
للردى والذبولْ .
 
6. أمّ العراق
على كلّ قبرٍ تمرّينَ 
تلقينَ ورداً ودمعاً 
وأدعيةً من رحيقِ الفؤاد الموشحِ 
بالحبّ والاشتياقْ .
أسمّيكِ ماذا اذاً غير أمّ المضحّينِ 
والراحلينَ المقيمينَ في أرضِ 
وادي المناحاتِ 
أمّ العراقْ .