مجلة الجديد..العدد 45

ثقافة 2018/11/09
...

قحطان جاسم جواد

 والفكر والفن، والتحولات الحاصلة في الفكر والاجتماع العربيين في اللحظة الراهنة من منظور نقدي. وكما هو معتاد يضمّ العدد ملفّا خاصّا عن شخصية ثقافية. وقد اختارت المجلة الكاتب المسرحي الراحل "سعد الله ونوس" (1941-1997)، ليكون موضوعا لملفها. وونوس الذي قارع الهزيمة العربية ومرض السرطان بالكتابة والصبر وهو أحد ألمع الكتاب المسرحيين العرب، وأكثرهم شهرة إلى جانب ألفرد فرج، نعمان عاشور، سعدالدين وهبة، وعصام عبدالكريم برشيد. ضمّ الملف مقالات حول تجربته الكتابيّة وتجربة عدد من المسرحيين العرب مع أعماله، فضلا عن أرشيف للصور. وجلسة مع رفيقة حياته الفنانة المسرحية فايزة شاويش"، ونصّا مستعادا لواحد من آخر الحوارات التي أجريت معه قبل أشهر من رحيله سنة 1997، حذر فيه من أنّنا “نسير نحو أشكال متعددة من الحروب الأهليّة، في واحدة من الإشارات المبكرة إلى ما سوف يجري من مآس بعد عقدين ونصف العقد من رحيل الكاتب.
كتب خلدون الشمعة عن ونوس واشار الى الإطار النظري لمسرح "سعدالله ونوس" الذي نشر تحت عنوان: "بيانات لمسرح عربي جديد". اعتمد هذا الإطار على قراءة متأنّية لمسرح "أبي خليل القباني" وإن أغفل الدور الذي لعبه هذا المسرح في بلورة بيانات ونوس والإطار النظري المتصل بها. والحال أن مسرحيات ونوس: "الفيل يا ملك الزمان"، و"سهرة مع أبي خليل القباني" و"الملك هو الملك"، تذكرنا بمفهوم الفرجة الشرقي الذي استعاده القباني وأصله وجعله مسرحيا بقدر ملفت من التمكّن والاحتراف. ولكنّه مازال غائبا أو ربما مغيّبا إلى حد كبير. كما كتب في ملف ونوس الكاتب اللبناني "محمد الحجيري" عن الهزيمة والسرطان في حياة وادب سعدالله ونوس. كما تضمن كلمة ونوس في عام 1996 التي كلّف بكتابتها لمناسبة يوم المسرح العالمي. وكانت الكلمة بعنوان محكومون بالأمل. وقد أثارت جدلا كبيرا في العالم أجمع لما احتوت عليه من جرأة وفهم عميق لمشكلات الانسان العربي ونشرت المجلة ألبوما خاصّا للصور قدّمته ابنة ونوس "ديما" التي تعيش في لندن، ضمّ صورا تنشر لاول مرة لونوس مع اهله واصدقائه، وصورا من أيامه الأخيرة. وكتب الروائي "نوري الجرّاح" موضوعا آخر أسماه "ونوس وحروب مقبلة". كما كتب "عاصم الباشا" مقالا بعنوان "سعدالله ونوس رسالة وجواب".. وكتب عمرو دوّارة مقالا بعنوان "ونوس بعيون مصريَّة".
وضمَّ العدد استطلاعا فكريّا من داخل السعودية حول التحولات الجارية على الصعيد الثقافي، والتي تشهدها المملكة منذ أن جرى الإعلان عن رؤية 2030، شاركت فيه نخبة من المثقفين السعوديين من كتّاب وأكاديميين ومبدعين في محاولة لرصد تصوراتهم أزاء مشروع التحول الثقافي المشار إليه، ومدى قدرة “الرؤية” على تخليق مناخٍ ثقافي جديد، يحوّل الماضي العصيب إلى ذكرى وعبرة من مرحلة مرّت في تاريخ المملكة، ويناقش الاستطلاع ايضا الكيفية التي ينبغي النظر من خلالها إلى الحاضر الثقافي ليكون الركيزة الحقيقية للتغيير.
كما أجرت المجلة حوارا موسّعا مع الروائي المصري ابراهيم عبدالمجيد أكّد فيه انزعاجه من الزحام في منطقة اختارها لهدوئها وعُزلتها، ومن لافتات الدعاية الانتخابيّة في كلّ مكان، وانزعاجه من الثرثرات الفارغة من حوله.. لأنّ مصر لم تكن كذلك، ما الذي حدث؟، وظل يروم القبض على الزمن لعلّه لايفلت من بين اصابعه. وكتب محمود فرّاج عن كاتبات السرد المصريّات ممن كتبنَ عن النوبيين ومعاناتهم على مدى سنوات القرن العشرين، بدءاً من إجحاف السلطات المتعاقبة الى الاعتقالات والاغتيالات الى التهجير القسري لهم أيام بناء السد العالي عام 1960.