الرئاسات الثلاث تكرّم الطلبة الأوائل
الثانية والثالثة
2019/08/06
+A
-A
بغداد / الصباح / عمر عبد اللطيف
كرّمت الرئاسات الثلاث (الجمهورية، الوزراء، النواب) أمس الاثنين، الطلبة المتفوقين الأوائل للمرحلة الإعدادية من جميع المحافظات، إذ أكد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح خلال احتفالية تكريم للطلبة في قصر السلام "تمسّك العراقيين بالتفوق والإبداع، وتجاوزهم أصعب الظروف المعقدة بفضل تضحياتهم الكبيرة"، وبينما بارك رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال حفل مشابه بمكتبه الرسمي للطلبة والأسر جميعا وللعراقيين هذا النجاح والتفوق مخاطباً الطلبة "أنتم الأمل والمستقبل وبكم يبنى العراق"، احتفى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بطلبة العراق الأوائل وقام بتكريمهم معرباً عن فخره بإنجازهم عادّاً إياهم "ثروة العراق".
في قصر السلام
وقال رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح في كلمة ألقاها خلال احتفالية حضرتها "الصباح" لتكريم الطلبة المتفوقين الأوائل للمرحلة الإعدادية من جميع المحافظات والتي أقامتها رئاسة الجمهورية، أمس الإثنين في قصر السلام ببغداد: إن "لدينا اليوم تحديات عصيبة والواقع أصعب، لكن تحديكم كان كبيراً ونجاحكم خير رد"، مشيراً الى أن "التجربة العراقية فريدة من نوعها لأن العراقي متمسك بالحياة والتفوق، ولو مرت البلدان بما مر به العراق لانهارت تماماً".
وأضاف صالح، "سعيد جداً أن التقيكم هنا في قصر السلام، وأبارك لكم هذا النجاح والتميز، كما أبارك لأنفسنا ولشعبنا نجاحكم، لقد تابعت حفاوة العراقيين بنجاحكم وتميزكم، وهي إن دلّت على شيء فإنها تدلّ على توسّمنا فيكم النجاح والتفوق، ليس فقط لأشخاصكم وانما لمستقبل هذا البلد"، مبيناً أن "تفوقكم تحقق في ظل ظروف عصيبة وقاهرة، وما حققتموه هو إنجاز لنا نعتز به بوصفنا عراقيين، ولي كرئيس جمهورية".
وأشار إلى أن "ما مرّ بنا من ظروف قاهرة وصعبة من الاستبداد والتعسف والتمييز والمقابر الجماعية والقصف الكيميائي وحملات الإبادة وما غير ذلك، وانتهى ببلدنا الى متاهات الحروب والحصار أدى بواقع التربية والتعليم والخدمات الى ما نعيشه اليوم".
وأوضح رئيس الجمهورية، ان "العراقيين يستحقون أفضل بكثير، وما لدينا اليوم من إنجازات وتقدم هو ما قدمه لكم آباؤكم وأمهاتكم وأجيالنا السابقة من تضحيات جسام من أجل إعطائكم فرصة لبناء عراق يليق بالعراقيين، عراق يستعيد مجده السابق من حضارة وصدارة في كل المجالات".
وقال صالح: "بحضور أخي وزير التعليم العالي وهو أيضاً وزير التربية وكالة، أريد التحدث معكم عن واقعنا اليوم، الذي لا ينسجم مع توقعات وطموحات العراقيين، فهم يستحقون الأكثر بكثير مما هم فيه اليوم من مستوى التعليم والصحة والخدمات الى غير ذلك من المسائل".
وأضاف، "لدينا تحديات ليست قليلة من ظروف عصيبة، أعرف واقع المدارس وهذا الواقع غير مقبول، لكنني واثق من حكومتنا ووزير التعليم العالي والتربية وكالة سيكون مصراً على الارتقاء بواقع التربية والتعليم"، مبيناً ان "الاداء الحكومي لن يكفي، يجب أن نعمل معا حكومةً وشعباً من أجل تجاوز الاختناقات التي تعرقل عملنا كي نصل ببلدنا الى ما يستحقه من مكانة واعتبار".
رئاسة الوزراء
بدوره، أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ضرورة تعويض المحافظات المحررة عن سنوات توقف الدراسة، بينما دعا الى بذل الجهد لرفع مستوى التعليم بالعراق بعد التراجع الذي شهده.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه: إن "رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي أجرى بمكتبه الرسمي حفل استقبال وتكريم للطلبة المتفوقين الأوائل من جميع المحافظات بحضور الأسرهم والمسؤولين في وزارة التربية".
وبارك عبد المهدي خلال الحفل للطلبة و الأسر جميعا وللعراقيين هذا النجاح والتفوق، مخاطبا الطلبة: "أنتم الأمل والمستقبل وبكم يبنى العراق، وأنتم الخميرة التي تنتج خيراً"، وأضاف "بهذا النجاح يتكامل العمل وتذلل العقبات"، مشيراً الى "انني عدت للتو من ديالى التي وصلتها فجراً (فجر أمس الاثنين) لإطلاق المرحلة الثالثة من عمليات إرادة النصر، ولولا بطولات وتضحيات مقاتلينا الأبطال الذين حرروا الأرض من دنس عصابة داعش ما جلسنا اليوم هنا ولما حصل هذا النجاح والتفوق والاستقرار".
وتابع: ان "هذا العدد الكبير من المتفوقين له دلائل كبيرة"، معرباً عن سعادته "بالعدد الكبير من الطالبات المتفوقات الذي يصل الى الثلثين وهذه الملاحظة يجب أن تكون لها نتائج وتستوجب أن تكون لهن مواقع في المسؤولية وألا نجد عمليات صد ويجب رفع الحيف بشكل جدي"، مؤكداً اعتزازه وتقديره "لوجود نسبة عالية من المتفوقين من أبناء الأسر المتعففة حيث لم يعد التعليم والتفوق حكراً على الأسر الميسورة أو على العاصمة بغداد وإنما من جميع المحافظات".
وأضاف عبد المهدي، ان "هناك نسبة جيدة من المتفوقين من أبناء المناطق المحررة رغم الصعوبات التي واجهتها"، مشدداً "على تعويض هذه المحافظات عن سنوات توقف الدراسة والاهتمام بها أسوة باهتمامنا باستقرارها وبعودة ابنائها النازحين"، داعياً الى "بذل أقصى جهد لرفع مستوى التعليم في العراق بعد التراجع الكبير الذي شهده هذا القطاع نتيجة الحروب والنزاعات"، كما أشاد بـ"جهود المسؤولين في وزارة التربية في انجاح الامتحانات ونسب التفوق".
تكريم برلماني
من جانبه، أجرى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أمس الاثنين، في مبنى مجلس النواب حفل استقبال وتكريم للطلبة المتفوقين والأوائل للعام الدراسي 2018-2019 وأسرهم من جميع المحافظات، بحضور النائب الأول حسن الكعبي وعددٍ من نواب لجنة التربية ووزير التربية وكالة الدكتور قصي السهيل وعدد من مسؤولي الوزارة.
وأفاد بيان لمكتبه الإعلامي تلقته "الصباح"، بأن "الحلبوسي قدَّم في كلمة له خلال الحفل شكره وتقديره لأسر الطلبة المتفوقين من جميع المحافظات بمختلف الاختصاصات"، وقال: إن "الظروف التي يمرُّ بها البلد ظروف صعبة من كل النواحي وفي مقدمتها حربنا ضد الإرهاب والنقص في تقديم الخدمات، وعلى الرغم من هذا تمكنتم من إيصال أبنائكم إلى هذه المرحلة".
وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن "هذا الإنجاز رسالةٌ توحي بأن العراق يتقدم، وأنه يملك عقولا وإنجازات كبيرة"، متمنيا أن "يرى هذه الكوكبة الخيرة في مراحل متقدمة، وأن يؤدوا دورا مهما في المجتمع".
وثمَّن الحلبوسي إنجاز الطلبة المتفوقين، مبينًا أن "مجلس النواب وأعضاءه - بغض النظر عن انتماءاتهم - كانوا يتسابقون من أجل دعمهم، وهم فخورون بما حققوه"، واصفا إياهم بـ "ثروة العراق".
رؤية تربوية
إلى ذلك، أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزير التربية وكالة الدكتور قصي السهيل بدعم ورعاية رئيس الجمهورية للعملية التربوية.
وقال السهيل في كلمة بالمناسبة: إن "فخامة الرئيس كان داعماً للعملية التربوية، وكان على اطلاع بكل ما يحدث في وزارتي التعليم والتربية لأنه شخصية اكاديمية، وسباق في الاهتمام بأوضاع الطلبة ومتابعة أمورهم".
وأضاف السهيل، ان "التفوق ليس نهاية المطاف، فهو طريق لبداية ومرحلة جديدة"، مشيراً الى ان "العراق مر بتحديات صعبة، لكن سمة العراق هي التفوق دائما"، وبيّن ان "المتفوقين لا يحملون مسؤوليتهم الذاتية فحسب وإنما مسؤولية أخرى بأن يكون لهم دور متحرك في المجتمع، وهو ما يحملهم مسؤولية مضاعفة"، مشيداً بدور القيادات في وزارة التربية "التي كانت بلا وزير أصيل طوال الفترة الماضية، حيث واصلوا الليل بالنهار من أجل نجاح التجربة الامتحانية وتوفير المستلزمات الاساسية لها، فضلاً عن الوزارات الساندة كالكهرباء والاتصالات والداخلية والدفاع".
مدير عام دائرة التقويم والامتحانات في وزارة التربية شاكر نعمة عبد عون، أكد ان "التكريم الذي حصل عليه الطلبة من الرئاسات الثلاث دليل على نجاح العملية الامتحانية، رغم الظروف العصيبة والقاهرة التي يمر بها البلد".
وأضاف عبد عون في تصريح لـ "الصباح"، ان "الامتحانات حققت أهدافها المطلوبة"، مبيناً ان "757 طالباً حققوا المراكز الأولى في عموم العراق وبمختلف التخصصات، وهي إشارات واضحة على أن العملية التربوية في مجال الامتحانات تسير بالاتجاه الصحيح".
وألمح المسؤول بوزارة التربية إلى انه "حالما تم الانتهاء من امتحانات الدور الأول؛ بدأت مرحلة تقديم الاعتراضات لمرحلة الثالث المتوسط والتي ظهر بأن نسبة الفروقات المتغيرة تقع ضمن النسب الطبيعية"، منبهاً على ان "الوزارة وصلت الى ما نسبته 50 بالمئة من استعداداتها للدور الثاني".