مريم العذراء ترتقي مدارج الإيمان إلى السماء

الصفحة الاخيرة 2019/08/17
...

بغداد / فاطمة رحمة ومحمد اسماعيل
افترش المؤمنون الساعات البكر من فجر الخميس الماضي، على مشارف كنيسة القديسة مريم العذراء، في الميدان، ابتهاجاً بعيد انتقالها الى السماء، مستقطبة مسلمين ومسيحيين وديانات أخرى، من العراق والعالم.
اكتظت قاعة الكنيسة بروائح البخور والأدعية وحركة الزائرين سلاماً.. سلاماً.
وأكد الاب كيفورك أرشاكيان راعي كنيسة الأرمن الارثوذكس، في ساحة الطيران، والذي قدم تواصلاً مع رعاياه في الباب المعظم: "كل سنة تمر علينا ذكرى انتقال السيدة العذراء الى السماء يوم 15 آب،  وبهذه المناسبة يأتي الزائرون الى الكنيسة وتحديداً.. هنا في كنيسة العذراء التي لها تاريخ قديم والتي انشئت عام 1639 ميلادي".
وأوضح "اليوم في الساعة العاشرة صباحاً بدأنا القداس، وبعده تجمع الزائرون، طالبين من الله ان يحقق امانيهم وان يجعلهم على بر الامان".
وواصل القس اريان باليام "فكرة العيد، انتقال السيدة العذراء الى السماء ومجيء السيد المسيح (ع) الى الارض واخذ السيدة العذراء الى السماء بعد وفاتها، وكان تلامذته عليه السلام،مجتمعين في البيت الذي توفيت فيه العذراء، ونقلوها الى المقبرة في القدس، وبعد وصولهم الى هناك رفض السيد المسيح ان تدفن امه في الارض، فاخذها ورفعها معه الى السماء"، ملمحاً: "يوزع العنب المبارك اثناء القداس في هذا العيد؛ لانه يمثل المحبة كل الحبات مرتبطة بالغصن".
خصصت غرفة ملحقة بالقاعة؛ لإيقاد الشموع، على منضدة صليبية الشكل، وعند بوابتها المطلة على باحة الكنيسة، توزع الـ "إيشاربات – علك" والشموع، حيث احتشد حولها الناس، بانسيابية مرهفة.
وأضاف رائد سالم: "نشعل الشموع عند الشبابيك المنتشرة داخل الكنيسة وفي محيطها، طلباً للمغفرة والصحة والرزق". وامتدت بسطات في الباحة الرئيسة، نصبت عليها كتب وايقونات وأناجيل وأغذية .
بعد انتفاء وجبتي الإفطار والغداء، عند الساعة  الخامسة عصراً، قدم شباب يحملون طعام العشاء في أطباق نحاسية ضخمة، رباعية العرى، و"قزانات" ملأى بالاكلات العراقية الصرف، فضلاً عن صواني الحلوى و "البقلاوة والعوامات والشربت والعصير".
تابع الخبير السياحي غسان ألياس متي: "يعد صعود السيدة مريم العذراء.. عليها السلام.. الى السماء، واحداً من الثوابت الإيمانية التي نؤسس عليها حياتنا الدنيوية عملياً، ونترسم آخرتنا من خلالها، يوم الدينونة".
انتقلنا في الامسية ذاتها الى المنصور، حيث كنيسة انتقال مريم العذراء، التي وجدناها تتألق بالشموع والادعية وزحام المؤمنين.. انسياباً  "النور يوحد القلوب، لله والوطن، نحن البشر نلتمس السلام من الروح القدس ومريم العذراء".