استطاعت الناشطة المدنية كوثر المحمدي بمساعدة فريق تطوعي، خلق اجواء المرح والبهجة في مدينة الفلوجة وبالتحديد في منطقة الشهداء من خلال تنصيب بعض الالعاب بمناسبة العيد، لتكون بذلك قد صنعت مدينة العاب مصغرة في هذا الحي الفقير الخالي من اية وسيلة للترفيه.
المحمدي تحدثت لـ "الصباح" قائلة: "كانت رغبتي هي افتتاح مدينة العاب كبيرة، لتكون متنفساً للعوائل والاطفال في هذا الحي كباقي المناطق، الا ان قلة رأس المال حالت بيني وبين تنفيذ المشروع".
لشدة حماسة المحمدي بأن ترى فرحة صغارمدينتها، قررت جمع التبرعات من خلال منشور على "الفيس بوك" والذي تفاعل معه العديد من الاشخاص وعبروا عن تشجيعهم ودعمهم للفكرة وتبرعوا، حتى استطاعت جمع نصف المبلغ المرجو وبعدها اضافت اليه من ميزانيتها الخاصة وبدأت التنفيذ.
واجهت كوثر بعض الصعوبات، الا انها اصرت على اكمال المشروع واستطاعت باسبوع الحصول على موافقة قائممقام المنطقة بوضع الالعاب امام احد مساجد الحي وبعدها بدأت باقتناء الالعاب ووضعها بالمكان المحدد
واضافت المحمدي : "رؤيتي لفرحة الاطفال بعد ان رؤوا الالعاب كانت لحظة جميلة فقد سعدوا كثيراً وتفاعل الاهالي ايضاً مع المبادرة، ولاحظنا تغيراً في سلوك الاطفال، بعد ان انشغل وقتهم بالالعاب فقد هجروا التراب الذي كان يسليهم سابقاً وابتعدوا عن بيع العلكة والمناديل الورقية في الاشارات وراحوا يتسلون ويتبادلون العلاقات مع اقرانهم وتصاعدت اصوات ضحكاتهم ولم تفارق البهجة شفاههم البريئة".
كوثر عبرت عن فرحها وحزنها بالوقت ذاته قائلة : "سبب سعادتي هو رؤية الفرحة على وجوه ملائكتنا الصغار وهذا هو جوهر المشروع، اما حزني فهو بسبب مدة وضع الالعاب، اذ بعد انتهاء العيد مباشرة علينا ازالتها من الساحة وهذا ما جعل الاطفال يرددون على مسامعي جملة واحدة هي "لا تشيلين العيد"
الا انني سأسعى بكل جهدي للفت انظار الجهات المعنية للاهتمام بالاحياء الفقيرة في الفلوجة وتسليط الضوء عليها".