الدفاع تتوعد بإجراءات عسكرية لحماية العراق من أي اعتداء

الثانية والثالثة 2019/08/31
...

بغداد / الصباح
توعد وزير الدفاع نجاح الشمري، أمس السبت، باتخاذ “إجراءات عسكرية وأمنية” لحماية العراق والدفاع عنه تجاه أي اعتداء، مؤكداً ان “أي اعتداء على أي جهة عراقية يعد اعتداءً على العراق”، وبينما نفت حكومة إقليم كردستان العراق، وجود أي معسكر للكيان الصهيوني في أربيل، كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية، عن وجود حوارات عراقية – روسية لشراء منظومة “أس 300” من موسكو.
 
وقال الوزير نجاح الشمري في بيان صدر على هامش اجتماع طارئ ل‍مجلس الدفاع، وتابعته “الصباح”: إن “الوزارة ستتخذ الإجراءات الأمنية والعسكرية للدفاع عن البلاد تجاه أي اعتداء على أي جهة عراقية”، مشدداً على “ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أي مساس بسيادة وكرامة العراق”، وأضاف ان “أي اعتداء على أي جهة عراقية يعد اعتداءً على العراق”.
ووجّه الشمري في جلسة مجلس الدفاع التي حضرها رئيس أركان الجيش ومعاونوه للعمليات والإدارة والميرة والتدريب والمفتشان العام والعسكري وقادة الأسلحة ومدراء الصنوف “بضرورة التكاتف والتلاحم بين القوات المسلحة بجميع صنوفها وتشكيلاتها من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الحدود ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي وقوات حرس الإقليم البيشمركة لأجل عراق موحد تحت راية واحدة بوجه من يريد زعزعة أمن العراق”.
من جانبه، قال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان جوتيار عادل في بيان تلقته”الصباح”: “تداولت بعض وسائل الإعلام العراقية، تصريحاً لا صحة له، يدّعي وجود معسكر إسرائيلي تديره امرأة برتبة جنرال في أربيل”.
وأضاف البيان، ان “حكومة إقليم كردستان تنفي هذه الادعاءات الملفقة، التي لا أساس لها من الصحة، وتؤكد أن الهدف من ترويج افتراءات كهذه، هو للدعاية السياسية، ولتحقيق مكاسب شخصية لمطلقيها لا أكثر”.
 
منظومة روسية
في سياق متصل، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد رضا الحيدري في حديث صحفي أمس السبت: إن “هناك مباحثات ووفودا تذهب الى روسيا من أجل التعاقد على أسلحة القوة الجوية أو الطيران أو الدفاع الجوي، لكن هناك تأثيرات من قبل الولايات المتحدة الأميركية في صفقة شراء العراق الأسلحة من باقي الدول”.
وبين، أن “الولايات المتحدة لم تطبق بنود الاتفاقية الأمنية، المتعلقة بحماية الأجواء العراقية، خصوصاً مع وجود خروقات خطيرة وكبيرة، من قصف مخازن الأسلحة العراقية، التي هي خزين لمقاتلة إرهابيي داعش”.
وأكد الحيدري، انه “على العراق في الوقت الحاضر أن يسرع بالتعاقد مع روسيا لشراء أسلحة دفاع جوي متطورة، ولو تعاقدت بغداد مع موسكو على منظومة (أس 300)، بأربع كتائب فهي كافية لتغطية مناطق العراق كافة، وهذه الصفقة تعادل صفقة مقاتلات الـ (F16)، خصوصاً أننا في الوقت الحاضر لسنا بحاجة لهكذا طائرات، فنحن لا ننوي مهاجمة أي دولة”.
 
مواقف سياسية
إلى ذلك، عبّر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عن قلقه الشديد إزاء الهجمات التي استهدفت مقرات عسكرية وأمنية والتي أودت بأرواح عدد من الشهداء، وأكد المجلس أن “تلك الهجمات مثلت تطوراً خطيراً في مخططات العدوان على العراق، وانتهاك سيادته الوطنية، وكرامة أبنائه، ومحاولة النيل من مصادر قوته، بعد ما جسدته قواته من انتصار عظيم على المشروع الصهيوني الداعشي، قلبت به موازين القوة في المنطقة، وأعادت الاعتبار لمكانة العراق ودوره الريادي في الساحتين الاقليمية والدولية”.
وأبدى المجلس في بيان ورد لـ “الصباح”، “رفضه التام والادانة الشديدة لأي مساس بالسيادة الوطنية العراقية، واعتبار أي اعتداء على أي فئة من أبنائه أو جزء من أراضيه عدوانا على العراق كاملا، دولة وشعبا، ويتوجب على قيادة الدولة بسلطاتها الثلاث اتخاذ موقف حازم ورادع، يترجم الارادة الحرة لشعبنا الأبي وقواه الوطنية”.
ودعا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، “شعبنا إلى إدراك طبيعة التحديات، وتجسيد موقف تلاحمي مع قواه السياسية الوطنية، وقواته من جيش وأمن وحشد شعبي ممن كان لها شرف صنع الانتصار العراقي التاريخي”، كما طالب “الحكومة بتطوير منظومة الرصد والدفاع الجوي بما ينسجم وحجم التحديات التي يواجهها البلد”.
من جانبه، قال رئيس المنبر العراقي اياد علاوي، في بيان تلقت “الصباح” نسخة منه: “على الحكومة العراقية أن تقدم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي بخصوص الاعتداء الإسرائيلي الأخير وذلك على خلفية اعتراف رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو بتنفيذ هجمات في العراق”.وأضاف علاوي، ان “اعتراف نتنياهو بخرق السيادة العراقية ينبغي أن يواجه بموقف حازم من الحكومة وموحد من قبل الكتل السياسية”، مؤكداً ان “العراق يرفض بشدة أن يكون ساحة حربٍ بالوكالة”.وشدد علاوي على، “ضرورة أن تكون للمجتمع الدولي وقفة حازمةٌ تجاه تلك الاعتداءات والاستفزازات بوصفها تهديدا حقيقيا للأمن والسلم العالمي، وخرقا واضحا لجميع القوانين والمعاهدات الدولية”.
 
مكافحة الإرهاب
بدوره، أكد المستشار في المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب عماد علو، قدرة العراق على الرد على الاعتداءات الأخيرة، مبيناً ان الحكومة قادرة على التحرك دبلوماسياً والضغط على الحلفاء من أجل منع أي اعتداء مقبل.
وقال علو في تصريح صحفي اطلعت عليه “الصباح”: إن “إدانة اسرائيل في مجلس الأمن الدولي عبر الاعتماد على الحلفاء من الدول العربية والصديقة، فضلاً عن إدانتها في الجامعة العربية ومجلس التعاون الاسلامي تسهم في منع أي عدوان صهيوني مقبل”.
وأضاف، ان “العراق قادر على الضغط على الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واستراليا باعتبارها ضمن تحالف دولي في العراق، والتلويح بإغلاق تلك المقرات في حال استمرار تلك الهجمات بالإضافة الى شن عملية أمنية واسعة لملاحقة أعوان إسرائيل في حال ثبوت قيامهم بالهجمات بدلاً منها”.