الدكتورة نادية هناوي في جامعة اسطنبول

ثقافة 2018/11/11
...

بغداد/ الصباح
 
شاركت الدكتورة نادية هناوي في الاجتماع السنوي لمركز الفارابي للدراسات الاوروـ آسيويّة والبحوث التطبيقية التابع لجامعة اسطنبول، وقدّمت ورقة فيها توصيات عدّة ألقتها باللغة الانجليزية بغية ايصال أفكارها للناطقين بهذه اللغة من الحاضرين، كما أسهمت في أعمال المؤتمر الدولي الثاني الذي عقد في اسطنبول، والذي كان محوره السياسة والأخلاق ببحث عن (الأخلاق بين افلاطون والفارابي)، وتدور فكرة البحث حول مفهوم افلاطون للأخلاق في كتابه (المدينة الفاضلة) ومفهوم الفارابي للاخلاق في رسالته (آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها)، فبينما كان مفهوم افلاطون للاخلاق مثاليا، كان مفهوم الفارابي لها عقلانيا يقوم على المجادلة والمقايسة النسبيّة. ولذلك لم يضع الفارابي معايير محددة ونهائيّة للاخلاق في ثبوتها أو تغيّرها، سلبا او ايجابا، مؤكّدا أهمية الامتثال للذات الإلهيّة ومتحدثا عن صفات الخالق وصفات المخلوق واختلافهما. وإذ أكّد أفلاطون المسألة الميتافيزيقيّة وهو يتحدث عن الأخلاق، وأن ما يجعل الإنسان فاضلا هو إيمانه بخالق قادر له صفات مثلى أهمّها العدالة والصلاح، فكذلك كان الفارابي رابطا الاخلاق بالإيمان، باحثا عن الأسباب والأصول بأزاء الذات الإلهيّة وما تتصف به عن غيرها من الموجودات الأخرى بالعظمة. ولقد ذهب أفلاطون إلى أنّ سمة الخير ثابتة في الإله، لكن الفارابي كان مؤمنا بأن لا وجود لآخر يماثل الذات الإلهيّة أو يشترك معها في بعض الصفات؛ ولهذا فإنّ الجمال سيغدو لهذه الذات وحدها. وتساءل افلاطون عن خمسة فضائل وهي: 1) العدالة 2) الأمانة 3)  التعاون  4) العمل 5) الصدق، متصوّرا وجود مدينة خيالية. وهو ما كان الفارابي قد تصدى له أيضا لكنّه أهتمّ بالتفصيلات الجزئية، رابطا الاخلاق بمسألة الثنائيات كالروح والجسد والعقل والقلب والذكر والأنثى والأرض والسماء. ولم يفصل الفارابي بين الطبيعة والانسان ولهذا صار القلب هو الرئيس والروح هي المدينة الفاضلة التي أرادها جنة أرضية يتساوى فيها البشر وتنعم الموجودات بحريتها وتذعن طائعة لموجود أول وأكبر. 
وقد شهد المؤتمر أوراقا بحثيّة لباحثين وأكاديميين من جامعات تركيا وكازاخستان وروسيا واوكرانيا ومنهم البرفوسيور جاكوبك التييف والبروفيسورة شينار كالافيا والدكتور محرم حافيز والدكتور كاهيد شانال. وجدير بالذكر أن الدكتورة نادية هناوي اختيرت عضوا في المجلس الاستشاري لمركز الفارابي منذ عام 2016.