أزهر العبيدي

 

يستذكر المؤرخ والباحث الموصلي أزهر العبيدي تاريخ سينمات بغداد البهيج، مستعرضاً بذاكرة نشطة الأفلام التي عرضت فيها، أيام كان عدد دور العرض في بغداد وحدها يتجاوز الأربعين صالة شتويَّة وصيفيَّة، وبالنظر لطول المقال، ارتأت صفحة "سينما" أنْ تنشره على جزأين.تحمل ذاكرتي ذكريات جميلة عن السينما في بغداد في الستينيات كما شهدتها في أفضل فترات حياتها الفنية، عندما كانت السينما في قمة مجدها وانتشارها، وكانت أسماء الممثلين اللامعين معروفة لدى رواد السينما من أجانب وعرب، ولكل ممثل جمهوره وعشاقه. وكانت الأفلام الجيدة والجديدة تعرض لأكثر من أسبوع 

واحد.

كانت سينما الخيام في الباب الشرقي تنفرد عن دور العرض في بغداد بفخامتها، فهي من الدرجة الأولى ومقاعدها وثيرة من الجوخ الأحمر، وتكييفها يشعرك بالدفء الشديد شتاءً والبرد القارص صيفاً، وأفلامها من أحدث وأفضل ما يعرض في العالم، واختصت بعرض الأفلام الأجنبية مثل: "قصر الثلج" (1962) لروبرت ريان ومارتا هاير، و"سايكو" لأنتوني بيركنز ومن إخراج هتشكوك، و"قصة راهبة "لاودري هيبورن وبيتر فنش، و"عالم سوزي وونج" 1963 لوليم هولدن ونانسي كوان، و"ثورة على السفينة بونتي" لمارلون براندو وتريفورد هوارد، و"الصياد الكبير" لهوارد كيل وسوزان كوهنر، و"55 يوماً في بكين" ( 1964) لشارلتون هستون ودافيد نيفن، و"المحكمة" لانتوني بيركنز واورسون ويلز، و"عالم السيرك" (1965) لجون وين وكلوديا كاردينالي، و"تامي في الكلية" لساندرا دي وجون جافن.

لكنها عرضت أيضا أفلاماً عربيَّة رصينة على شاكلة: "جميلة" 1963 لماجدة واحمد مظهر، و"المراهقات "لماجدة ورشدي أباظة، و"المرأة المجهولة" 1964 لشادية وعماد حمدي، و"الليلة الأخيرة" لفاتن حمامة واحمد مظهر. 

 

سينما "النصر" الأنيقة

وتلي سينما الخيام في الفخامة والجمال "النصر" الواقعة في شارع السعدون بعد الخيام في فخامة أثاثها وديكوراتها الجديدة، وهي من الدرجة الأولى أيضاً. 

واقتصرت عروضها على الأفلام العربية بعد العام 1963، فضلاً عن عدد من الأفلام الأجنبيَّة المتميزة، أبرزها: "أتلانتيس القارة المفقودة" (1962) لأنتوني هول وجوس تايلر، و"عشاقها الأربعة" 1963 لكيم نوفاك وجيمس كارنر، و"الثائرة الحسناء" لصوفيا لورين وروبرت حسين، و"السهم الذهبي" (1964) لتاب هنتر وروزانا بودستا، و"خذها إنها لي" (1962) لساندرا دي وجيمس ستيوارت، والطريق إلى الغرب لجون وين وديبي رينولدز، و"الروز رايز الصفراء" لشيرلي ماكلين وعمر الشريف، أما الأفلام العربيَّة التي عرضتها سينما النصر فمنها: "الخطايا" (1962) لعبدالحليم حافظ ونادية لطفي، و"سلوى في مهب الريح" (1963) لزبيدة ثروت وشكري سرحان، "التلميذة "لشادية وحسن يوسف، و"إحنا التلامذة" (1964) لعمر الشريف وآمال فريد، و"الناصر صلاح الدين" لأحمد مظهر ونادية لطفي، والسبع بنات 1965 لحسين رياض ونادية لطفي، و"لن أعترف" لفاتن حمامة وأحمد مظهر، و"حكاية العمر كله" لفريد الأطرش وفاتن حمامة.

 

غرناطة سينما المثقفين

وافتتحت سينما غرناطة الواقعة في الباب الشرقي بفيلم "مدافع نافارو" 1962، إذ تحولت الى صالة الأفلام الجيدة والرصينة، ومن أبرز الأفلام التي شاهدها الجمهور فيها: "أطول يوم في التاريخ" (1963)، لكلين فورد وجون وين وروبرت ميتشوم، و"للرجال لا للمال" (1964) لشيرلي ماكلين ودين مارتن، و"الإجازة الخطرة" (1965) لهايلي ميلز وبيتر مكنري، و"قلعة ألامو" لجون وين وريتشارد ويدمارك، وحصرت على تقديم أفلام ذات مستوى فكري وفني 

جيد.

 

"نبوخذ نصر" في الوطني

وعلى الرغم من كون سينما الوطني، الواقعة في سيد سلطان علي من السينمات الجيدة من الدرجة الثانية، إلا أنها عرضت أفلاماً عربية حديثة وجميلة مثل: "عاشت للحب" (1962) لزبيدة ثروت وكمال الشناوي، والفيلم العراقي "نبوخذ نصر" الملون لسامي عبد الحميد ونجلاء سامي، و"المجد" (1963) لفريد شوقي وهدى سلطان، و"طريق الأمل" لفاتن حمامة وشكري سرحان، و"الهاربة" (1964) لشادية وشكري سرحان، و"رسالة من امرأة مجهولة" (1965) لفريد الأطرش ولبنى عبد العزيز. 

وتجاور سينما الوطني سينما الرشيد من الدرجة

 الثالثة.

 

"برادواي"

ولو اتجهنا من "اوروزدي باك" نحو الباب الشرقي نمرّ بالقهوة البرازيلية ومطعم "عمّو الياس" ثم سينما علاء الدين (برودواي) التي شاهدت فيها: "الحرب والسلام" (1962) لأودري هيبورن وهنري فوندا، و"خلق الله المرأة" لبريجيت باردو وكورت جرجس، و"تاماهين" (1965) ليوكو تاني وجون فريزر. 

ومن الأفلام العربية: "بنات اليوم " (1963) لعبد الحليم حافظ وماجدة، و"شاطئ الحب" لفريد الأطرش وسميرة احمد، و" الا أنام" لفاتن حمامة وعماد حمدي.

 

الزوراء فخامة المعمار

وفي المربعة السينما التراثية الزوراء / الشعب ذات المعمار الفخم والآسر، والتي عرضت أفلاماً معادة متنوعة أجنبية وعربية وهندية منها: "كنكا جمنا" أو "الأخوان" 1963 لديليب كومار وفيجنتي مالا، و"سبارتكوس" لكيرك دوكلاس وجين سيمونز، "وإني أتهم" لزبيدة ثروت وصلاح ذو الفقار، و"في بيتنا رجل" 1963 لعمر الشريف وزبيدة ثروت، "والله معنا لفاتن حمامة وعماد حمدي، و"شارع الحب" لعبد الحليم حافظ وصباح، و"ألمظ وعبده الحامولي" (1964) لوردة الجزائرية وعادل مأمون، و"الحقيقة العارية" (1965) لماجدة وإيهاب نافع.