ترجمة وإعداد: انيس الصفار
عثر علماء الآثار في المانيا على قنانٍ أثرية لإرضاع الأطفال مصنوعة من السيراميك، وهو كشف مهم اعطى لمحة عن انماط الارضاع التي كانت تتبع قبل 3000 سنة.
تظهر بقايا السائل المتخلفة في هذه القناني أن الأمهات كن يبدأن ارضاع اطفالهن حليب الحيوانات وهم بعمر 6 أشهر، وقد اتاحت هذه التقنية للأمهات فطام اطفالهن في وقت اقصر، وبالتالي القدرة على انجاب عدد أكبر من الاطفال، وربما ايضاً امكانية اضافة مواد مغذية أخرى للحليب.
العناية الخاصة بجعل القناني على صورة ألعاب تدل على أن الرضاعة لم تكن لمجرد البقاء على قيد الحياة، بل انطوت أيضاً على عناصر البهجة والمرح.
تقول المشرفة الرئيسة على الدراسة جولي دان، وهي عالمة آثار من جامعة بريستول البريطانية: "لم نكن نعلم شيئاً عن طرق اطعام الاطفال في ذلك الزمن، وهذا هو دليلنا الأول".
هذا الاكتشاف له أهميته لأنه اثبت أن تدجين الحيوانات سمح للعوائل بتغيير عاداتها في تغذية الطفل، وبالتالي مكنها من انجاب اطفال اكثر. فخلال الصيد والجمع كانت الام تنجب طفلاً كل خمس سنوات أو نحو ذلك، كما تقول دان، لأن الاطفال كانوا يعتمدون كلياً على حليب الأم في حين تضطر الأمهات الى قضاء معظم يومهن في جمع الغذاء. لذا كان من المنطقي ان ينجبن اطفالاً أقل، لأنهن لم يردن اطفالاً كثيرين يرضعون من صدورهن او يتبعونهن اينما ذهبن. ولكن بمجرد تمكنهن من تقديم حليب الحيوان لأطفالهن صار باستطاعتهن فطام الاطفال في وقت أقصر وبالتالي تقلصت الفترة الفاصلة بين طفل وآخر وأدى هذا الى انفجار في تعداد الاطفال ونمو حجم المجتمع البشري.
اما عن اشكال القناني فتقول: "تمثل القناني مصغرات لحيوانات اسطورية وهذا يعطينا تصوراً عن روح الابداع لدى هؤلاء الناس. وفي اعتقادي أنها تشهد على قدر ما كانوا يكنونه لأطفالهم من حب ورعاية".
عن موقع ياهو نقلاً عن قناة فوكس