مهما تعقدت الأمور، واضطربت الأوضاع، ووصلت الى نهايات مسدودة، فإنّ ثمّة مفاتيح يمكن ان تساعد على فتح مغاليق الأزمة، هذه المفاتيح قد لايكون مكانها معلوما، إنما تحتاج الى عملية بحث، قد تكون صعبة، وقد تكون سهلة، فقد نجد المفتاح في أول جولة بحث، نقوم بها.. ولعل من المفاتيح التي يمكن ان تساعدنا في ايجاد حلول ومعالجات للأزمة الراهنة التي تعصف بالعراق هي؛
المفتاح الأول: مشهد غير مسبوق في العراق، ان نشاهد العلم العراقي يزيّن كل ارجاء الوطن، الشرطة يتوشّحون به والأطفال يحملونه بفرح غامر، وشباب ساحة التحرير وكل ساحات التظاهر في المحافظات الأخرى، يتلفّعون بالعلم، ولا تكاد تمر سيارة لا صغيرة ولا كبيرة، الا والعلم العراقي يرفرف فوقها، أما درّاجات “التكتك” فعلاقتها بالعلم مختلفة، فهذا العجلات لم تعد تسير في الشارع الا على شكل مجاميع، حاملة علما كبيرا، راسمة بذلك مشهدا جميلا..
وما زلنا نتحدث عن مفتاح العَلم، فيظهر المسؤولون وخلفهم كوكبة من الاعلام التي وضعت بعناية وجمالية كبيرة..، طلاب المدارس والجامعات، موظفو الدولة، الكل شعر بالانتماء لهذا الوطن، فراح يعبر عن انتمائه لهذا الوطن من خلال حمله للعلم.. ومن هنا يمكننا الحديث عن اهمية هذا المفتاح الوطني الكبير في ايجاد حلول للازمة، فطالما اشترك الجميع في فعل وشعور واحد، فمعنى ذلك ان لدينا خيمة سواء يمكن ان نستظل بها، اسمها العراق، ومن تحتها يمكن ان نرسم مسارا وطنيا للخروج من عنق الأزمة الراهنة .. #عَلمنا _
يوحدنا.
المفتاح الثاني: الشعب يريد إصلاح النظام.. وهذا مفتاح مهم جدا، لان الجميع بات مؤمنا، ان احد أسباب ماوصلنا اليه، كان نتاج هذا النظام، الذي يعاني من اخطاء تأسيسية، مرتبطة بالدستور وآليات تطبيقه، ونظام الحكم وتفاصيل اخرى كثيرة، لذلك عندما تأتي مثل هذه الدعوة من الشعب لتغيير النظام، فهي فرصة مهمة جدا، ينبغي استثمارها بجدية عالية من قبل الطبقة السياسية للعمل على
إصلاح النظام، ومعالجة تلك الأخطاء والمشاكل التي تكتنف الواقع العراقي، اذ ليس عيبا ولا حراما، ان نعمل على تحسين منظومة الدولة، عبر تعديل دستوري يأخذ بنظر الاعتبار واقع الحياة والتطورات التي شهدها العالم، وهذا أمر سبقتنا اليه دول كثيرة، فكل دساتير العالم، هي عرضة للتعديل والتحسين، كلما كانت ضرورة وحاجة لذلك، ونحن اليوم بأمس الحاجة للتعديل والتحسين، لأن #الشعب _يريد _ اصلاح النظام.
المفتاح الثالث: الشباب مفتاح التغيير: أعلم ويعلم الجميع، ان الشباب باتوا اليوم يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع، وهذه حقيقة ينبغي الالتفات اليها. فالشباب يمثلون، ثروة وثورة، والثروة إذا تمّ استثمارها بنحو سليم، فإنّها ستحقق ثورة في البناء والإعمار والتطور والازدهار، وان لم يتم استثمارها، فإنّها ستتحول الى ثورة، ولكن من نوع آخر، ثورة إعصاريّة، تقتلع كلّ شيء يقف بوجهها، وقد يكون مايحدث الان هو مقدمة، او إشارات واضحة، لحدوث مثل هذا الأمر، لذلك ينبغي ان يتم استيعاب الشباب بنحو سليم، عبر خطط وآليات، تضمن لهم توفير العيش الكريم، في السكن والتعليم والعمل والخدمات، فضلا عن ضرورة ان يكونوا شركاء في القرار السياسي، فهم يحملون عقولا كبيرة مثلما ان لديهم قوة جسدية خارقة.. فإن أردنا الحل، فعلينا بالشباب، فهم # ثروة _
وثورة.
المفتاح الرابع: المرجعية صمام الأمان.. من المفاتيح المهمة والمؤثرة جدا، هو اعتماد المسارات التي حددتها المرجعية الرشيدة، التي وضعت من خلالها خريطة طريق واضحة المعالم، لمعالجة كل مواطن الخلل في واقعنا العراقي، فمن المهم جدا أن تكون هناك لجنة على مستوى كبير من الخبرة، تعمل على تحديد الحلول والمعالجات المطلوبة، دستوريا، تنفيذيا، تشريعيا، قضائيا، وخدماتيا، وقطع الطريق أمام كل من يحاول تجيير الحراك الشعبي لصالحه، او فرض رأيه وتوجهاته على الواقع العراقي.. #المرجعية _ صمام _ أمان.
المفتاح الخامس: إبعاد المتصيّدين في الظلام.. فقد أفرزت الأحداث الأخيرة، فئة اطلق عليهم احد الزملاء الكتاب توصيف “ثوار الكيبورد”، وجلّ هؤلاء خارج البلاد، ومهمتهم التأجيج والتحريض، بهدف الإيقاع بين القوات الأمنية والمتظاهرين، كيما تخرج التظاهرات عن سلميتها ومن ثمّ حدوث ما لايحمد عقباه، ولكن والله الحمد، كان المتظاهرون والقوات الأمنية على مستوى كبير من المسؤولية، فقد شاهدنا صورا رائعة احداها، يظهر فيها المتظاهر وهو يقدم الطعام لرجل الامن، والأخير يقدم الماء للمتظاهر، في مشهد يؤكد عمق التلاحم المصيري بين ابناء الشعب الواحد (هاشتاك رقم واحد أعلاه)،
وقطعا ان مثل هذه المشاهد ضيّقت الخناق على هؤلاء المتصيّدين، ولكنهم مازالوا يسعون في الأرض تأجيجا وتحريضا، #اطردوا _خفافيش _ الظلام.
المفتاح السادس: الدم والدولة خطان أحمران لايجوز تجاوزهما تحت أي عنوان او مسمّى او فعل، مهما كان.. نتظاهر، نختلف، نحتج، نريد تغيير النظام، نطالب باستبدال الحكومة، كل ذلك مقبول، بل هو واجب، على الجميع، ولكن غير مسموح أبداً، ان يصل الأمر الى تجاوز هذين الخطين، فإن إنهار أحدهما، إنهار الآخر، ولذلك ان ما يحدث من عمليات تخريب وتعطيل لعجلة الحياة، تحت مسمّى ممارسة الحقوق، إنّما يدخل في باب التجاوز على هذين الخطين، مايعني اننا ازاء خطر كبير واحتمالات غير واضحة النهايات. # نصون _ الدم _ ونحفظ _ الدولة.
هناك مفاتيح اخرى كثيرة يمكن ان تسهم في فتح المغاليق، ولذلك أقول، أمِنَ المعقول ان لدينا كلّ هذه المفاتيح الكبيرة، ومازالنا لم نخرج من أزمتنا حتى الان؟!