عبد الحسين المبارك في اتحاد أدباء البصرة

ثقافة 2018/11/18
...

البصرة /صفاء ذياب
 
 
قدّم الأستاذ الدكتور سامي علي المنصوري محاضرة في اتحاد ادباء وكتّاب البصرة، استذكر فيها الراحل الأستاذ الدكتور عبد الحسين المبارك (1937 - 2018) الذي رحل قبل شهور قليلة مخلّفاً وراءه كتباً وبحوثاً عدّة، وطلبة وباحثين علّمهم وأشرف عليهم في الماجستير والدكتوراه.
تحدّث المنصوري في بداية المحاضرة التي أدارها الشاعر محمد صالح عبد الرضا عن مسيرة عبد الحسين المبارك وأهميته في الدرس الأكاديمي العراقي والعربي، والكتب البحثية وتحقيقاته التي قدّمها على مدى أكثر من خمسين عاماً من مسيرته العلمية. مشيراً إلى أنّه أشرف على رسالة ماجستير عن المبارك وجهوده في اللغة والتحقيق.
وأوضح المنصوري أن من أهم القضايا التي شغلت المبارك قضية المصطلح النحوي والإعراب وتيسير النحو، فكتب في عدد من الموضوعات النحوية كالعدد وحروف الجر وعطف النسق، وتعدّت اهتماماته إلى الفهرسة والشواهد النحوية واللغوية، فألّف في (الفهارس الفنية لشرح المفصّل لابن يعيش)، ليكون مكمّلاً لكتابه (شرح المفصّل). كما خصص المبارك بحثاً بـ (الاستشهاد بالشعر في معجم العين)، فضلاً عن موضوعات الغريب في اللغة، والدراسات الصوتيّة في الأطلس اللغوي والخط العربي وغيرهما.
وبرزت اهتمامات المبارك بالبصرة ودورها في النحو واللغة والمعجم، فكان بحثه (دور البصرة في نشأة الدراسات النحوية وتطوّرها)، وبحثه الآخر (دور البصرة في نشأة الدراسات اللغوية)، والكتابة عن أعلامها المشهورين الذين جمعهم في كتابه (من مشاهير أعلام البصرة) الصادر عام 1983.
ويستمر المنصوري: أما أعماله المخطوطة فيظهر من خلالها استمرار جهوده في الجمع بين اللغة والنحو والأدب، فالدكتور المبارك بدأ مسيرته العلمية متخصصاً في الأدب، إذ كانت رسالته للماجستير في (ثورة 1920 في الشعر العراقي)، وبين دراسة وأخرى يظهر له مقال في الشعر والأدب مثل تعريفه بشعر الحسين بن الضحاك والكتابة في الشعر الإماراتي والأطلال في الشعر العربي والعيون في الشعر العربي والنصوص الأدبيّة. أما أعماله المخطوطة فنجد فيها (لغة الشعر عند مسلم بن الوليد) ولكن معظم جهده انصبَّ على جمع شعر الفرزدق وقد جمع منه أكثر من ثمانية آلاف بيت، ويبدو أنّه علم أن الدكتور محمد الدالي في سورية قد بدأ بطبع ديوان الفرزدق محققاً فانصرف إلى دراسة شعره ومن هنا وجدنا دراسات عن شعر الفرزدق تشكّل كتباً كبيرة تضمن: الدرس النحوي في شعر الفرزدق، شواهد الدرس الصرفي عند الفرزدق، أسماء المواضع في شعر الفرزدق، أسماء الحيوان وأوصافه في شعر الفرزدق.
ويخلص المنصوري في محاضرته إلى أن تنوّع البحث العلمي في جهود المبارك يشير إلى سعة اطلاعه وتعدد ثقافته ومصادرها، فقد كتب في النحو واللغة والمعجم وفقه اللغة والتطور اللغوي واللهجات وفهارس الشواهد، فضلاً عن تحقيقاته التراثية ونقده التراث المحقق، ولم يقتصر على ذلك بل شملت جهوده الدرس الأدبي والتراث الشعري وشواهد النحو.