من متسول إلى نجم غناء في نيجيريا

الصفحة الاخيرة 2019/11/10
...

نيجيريا / (أ ف ب)

فقد يحيى ماكاهو النظر وهو طفل إلا أنه لم يسمح لإعاقته بالوقوف في وجه تحقيق أحلامه فبات نجما غنائيا في نيجيريا بعدما أمضى سنوات طويلة يتسول في شوارع كادونا في شمال البلاد.
يؤدي يحيى ماكاهو الذي وضع نظارات سوداء أغنية من ألبومه الجديد في استوديو التسجيل في كادونا.
ومنذ أربع سنوات تحصد أغانيه والفيديو كليبات المرافقة لها نجاحاً كبيراً في صفوف نحو 80 مليون شخص ينطقون بلغة الهوسا في نيجيريا وخارجها.
ويقول ماكاهو لوكالة فرانس برس "أعتبر نفسي نجما كبيرا حطم اللعنة المرتبطة بالإعاقات الجسدية".
ويضيف "لقد نسفت الأفكار النمطية التي تقول إن الحل الوحيد أمام الكفيف هو التسول في الشارع".
الحياة صعبة أصلاً في شمال نيجيريا حيث معدلات الفقر والبطالة مرتفعة جداً والفرص محدودة جداً امام المكفوفين.
اضطر ماكاهو وهو لقب يعني "الرجل الكفيف" بلغة الهوسا، إلى قطع أشواط طويلة قبل ان يتمكن من تسجيل البوماته الثلاثة و370 أغنية منفردة.
وهو فقد بصره في سن الثالثة إثر إصابته بمرض الحصبة. وقد طرد من بلدته الريفية وأرسل إلى مدرسة قرآنية بعيداً عن عائلته.
وقيل له في المدرسة إن التسول هي فرصته الوحيدة ليتدبر أمره. فالأعمال الصغيرة التي قام بها لم تعط نتيجة كبيرة.
ويروي قائلا "كنت أنزعج كثيرا وأنا امضي وقتي أتسول. فالتسول يقضي على الروح لذا قررت أن أصبح مغنيا. لم أكن ادرك أن لدي موهبة الغناء أردت فقط أن أعطي معنى لحياتي وفكرت بأن أصبح مغنياً".
ولم يعرف ماكاهو نجاحاً صاروخياً. فقد تعرض للتمييز والسخرية إلى أن لفت انتباه شخص ثري قرر بعدما أُعجب بموهبته أن يغطي تكاليف تسجيل أغنية له. وشكل العام 2016 بداية نجاحه.
وحقق المغني شهرة من خلال تناوله مشاكل الحياة اليومية. بصوته العذب يتوجه إلى جمهوره بكلام يندد بآفات المجتمع من فقر وتسول وإدمان مخدرات وفساد.ويقول احمد بلو الناقد الموسيقي واللغوي في جامعة باييرو في كانو (شمال) "يحيى ماكاهو ليس كغيره من المغنين".
ويضيف "الناس يعشقون أغانيه بسبب إيقاعاتها، فضلاً عن الرسائل التي تحملها وتعالج فيها مسائل اجتماعية ساخنة".
وقد تسبب له ميله لتناول مواضيع حساسة بمشاكل.
فقد صدم ماكاهو البعض في أوساط المكفوفين في شمال نيجيريا في اغنيتين منفردتين له انتقد فيهما التسول المنتشر في الشارع الذي غالبا ما يكون وسيلتهم الوحيدة لكسب لقمة العيش.
ويروي ماكاهو "لقد استبعدوني لأنني عرضت آفة التسول في اغنيتين لي واعتبروني عدوا".
لكن بفضل نجاحه أسس ماكاهو مؤسسة توفر حصصا تدريسية وملابس وكتبا بلغة البراي للسماح للمكفوفين الشباب بتثقيف أنفسهم.
وهو بات قادراً على تأمين حياة كريمة لعائلته بفضل الغناء. وهو فخور بتمكنه من اداء فريضة الحج ويأمل الآن ببناء استوديو تسجيل خاص
 به.