جاستن مكوري - ترجمة/ أنيس الصفار/
منذ سنتين يحاول قطان عنيدان بلا كلل الدخول الى متحف للفنون غرب اليابان، ولكنهما في كل مرة يُصرفان بلطف عند الباب. تحوَّل هذان القطان الى شخصيتين مشهورتين على الانترنت ولهما متابعون كثيرون من شتى أنحاء العالم يتمنون لهما التوفيق في محاولاتهما لكي ينظرا من قرب ولو الى قطعة فنية واحدة.
القط الأسود اسمه "كين تشان". قام بغزوته المنفردة الأولى لمتحف الفنون في مدينة "أونوميتشي" في صيف 2016 عندما أقيم معرضٌ لصور القطط هناك، ولكن الحراس منعوه من الدخول بلطف وسجلت الكاميرا تلك المواجهة.
يقول "شنجي يوميباياشي" المشرف على المعرض: "أعتقد أنَّ كين تشان رأى يومها بعض المعروضات من خلال الزجاج وربما كانت بينها صور لقطط سوداء فاعتقد أنه وجد أصدقاءً جدداً وهذا هو الذي جعله يعود ويكرر المحاولات".
لم يلبث "كين تشان"، الذي لا يستسلم لكلمة "ممنوع"، ان صار يأتي مصطحباً معه الى المتحف قطاً آخر ذا فرو أحمر أسماه الموظفون "غو تشان". يقول يوميباياشي: "سبق لي أنْ رأيت القط الآخر وأعتقد أنه مقيم في الجوار".
هكذا توثقت عرى الصداقة بين "كين تشان" وحراس المتحف الذين اعتادوا أنْ يداعبوه قليلاً قبل أنْ يردوه كلما حاول تجاوز العتبة.
ثمة صورة على موقع "تويتر" الخاص بالمتحف من الشهر الماضي يظهر فيها "كين تشان" وهو ينتظر بصبر في الخارج لكي يحاول الدخول قبل أنْ يغلق الباب الأوتوماتيكي تماماً ولكن الحارس يهب بسرعة ليبعده عن الأذى.
صور هذه المناورات ومقاطع الفيديو سجلت رواجاً بين متابعي الموقع، وأخذ بعض الناس يناشدون المتحف عن طريق وسائل التواصل أنْ يسمح لـ"كين تشان" بالدخول. أغلب هؤلاء وقعوا تحت سحر تلك العلاقة التي نشأت بين الحارس وصديقه القط.
أطلق المتحف، الذي يتابعه 45 ألف شخص على موقع تويتر، مؤخراً سلسلة متنوعة من القطع التذكارية التي تمثل القطين ولكنه يعاني صعوبة في التجاوب مع كثافة الطلب وسط تعاظم أعداد الزائرين والطلبات الأخرى التي ترد عبر وسائل التواصل.
يقول يوميباياشي إنَّ "كين تشان" و"غو تشان" يواصلان زيارة المتحف "أغلب الأيام"، وكثيراً ما يشاهدان معاً في الأرض المحيطة بالمتحف، ولم يلاحظ وقوع أدنى شجار أو خلاف
بينهما.
عن صحيفة الغارديان