لم أعلم ما سبب تحسن تجهيز المواطن بالكهرباء الوطنية مصادفة أو مع الحراك الشعبي .
ولكي نكون منصفين فاحتمال أنْ تكون الظروف الجويَّة قد أسهمت في التأثير الإيجابي في توزيع الكهرباء، لانتفاء الحاجة الى تشغيل وسائل التبريد فقلت الأحمال. وحتى وسائل التدفئة الكهربائية والسخانات لا يزال استخدامها قليلاً إنْ لم نقل معدوماً. هذه الخدمة واحدة من أهم الخدمات التي كانت تتسبب بغضب الشارع، فيتحسس المواطنون فتثار الاحتجاجات والتظاهرات.
الآن بات الأمر مهماً للغاية في السعي الجاد للمحافظة على استقرار وديمومة تجهيز الكهرباء الوطنيَّة.
وبالمناسبة فقد جاء استمرار الطاقة الكهربائيَّة أيضاً وبمصادفة مستغربة بعد انتفاء الحاجة للمجالس المحليَّة والبلديَة وتجميدها بغية إلغائها حيث كانت تتسبب ايضاً برفع كلف سعر الأمبيريَّة في المولدات الاهلية خصوصاً بحسب زعم أصحاب المولدات ومن خلال شكوى وشهادة المواطنين بعدم استجابة مجالس المناطق والأحياء لشكاوى المواطنين على أصحاب المولدات، والسبب واضح لا يحتاج الى تعليق.
الآن بات على أصحاب المولدات الأهلية إنصاف المواطن بالأسعار خصوصاً الخطوط الذهبيَّة، ذلك لأنَّ الكهرباء تحسنت كثيراً على مدى الشهرين الماضي والحالي.
ثم مصادفة غريبة أخرى إنَّ بعضاً من ضعاف النفوس من العاملين المسؤولين عن تنظيم برمجة الكهرباء قد أوقفوا القطوعات مع بداية كل شهر كما العادة المتبعة برفع مستوى القطوعات مع موعد دفع الاشتراكات ويبدو أنَّ "الحديدة حارة" بوجه الفاسدين وهذا قطعاً من نتاج الحراك الذي وضع حداً للفاسدين "بداية موفقة". على وزارة الكهرباء الآن الإسراع بتنفيذ المشاريع التي أعلنتها في ضوء الإنفاقات مع الصين وغيرها من أجل أنْ ينعم المواطن بهذه الخدمات الأساسيَّة.
ثم أمامها مهامَّ جديدة وضعتها الحكومة على عهدها بإقرار العودة لتشغيل المشاريع الإنتاجيَّة العامَّة والخاصَّة المتوقفة لاستيعاب العاطلين، وهذا ما سيفرض على الوزارة مسؤولية تهيئة الطاقة الكهربائيَّة المضاعفة لاستيعاب الآتي من قرارات اعتماد القطاعات الإنتاجية في حلحلة مشاكل الوضع الاقتصادي.
السؤال الأبرز هنا: هل نستطيع الاطمئنان على استمرار الكهرباء الوطنيَّة لنتخلص من الشبكات العنكبوتيَّة التي شوهت معالم المناطق والأحياء ولنقلل من الأثر البيئي المتخلف عن احتراق مستلزمات تشغيل المولدات من دهون ومحروقات والتخلص من ضوضاء المولدات ليل نهار؟
سنراقب ونتابع لنرى، وللتأكيد فقط فإنَّ أغلب كتاب الصباح قدموا عشرات المقالات لمعالجة هذه المعضلة من دون جدوى.
