إصلاح السياحة.. بوابة للتنمية المستدامة

اقتصادية 2019/11/17
...

بغداد/ حسين ثغب 
 

جاءت التأكيدات على إمكانيَّة إصلاح الواقع الاقتصادي عبر البدء بدعم القطاعات التي توفر فرص عمل كبرى لشريحة واسعة من الشباب وتدعم تطلعاتهم، إذ يمكن أنْ يكون للقطاع السياحي دورٌ فاعلٌ في معالجة المشاكل الاقتصاديَّة، كونه يمثلُ إيراداً مالياً دائماً ويفعل المشاريع الستراتيجيَّة الكبرى التي يتطلبها، وصولاً الى المشاريع المتوسطة والصغير ومتناهية الصغر التي يتبناها الحرفيون.


المختص بالشأن السياحي حسن السعدون قال إنَّ "القطاع السياحي أهم أركان التنمية المستدامة التي ينشدها العراق حين يتم استثمار هذا القطاع بالشكل الصحيح الذي يذهب بمواقع العراق الدينيَّة والآثاريَّة والترفيهيَّة الى مورد دائم رافد للموازنة الاتحاديَّة العامة، وتكون مصدراً مالياً تنموياً غير قابل للنضوب في بلدٍ يملكُ جميع أنواع السياحات من دون استثناء وهذا ما ينفرد به العراق عن سواه من دول العالم".
 
اهتمام حقيقي
أضاف في حديث لـ"الصباح" انَّ "السياحة في البلاد تمثل قطاعاً كبيراً وواسعاً يحتاج الى اهتمام حقيقي، يبدأ من تنظيم العمل والذي يجب أنْ يتجلى بتعاون كبير ومثمر بين القطاعين العام والخاص، ويمكن الإفادة من تجارب دوليَّة ناجحة في هذا المجال، رغم أنَّ جميع مقومات نجاح السياحة متوفرة ويمكن أنْ تكون داعماً حقيقياً ومتواصلاً لاقتصاد الأسرة والموازنة الاتحاديَّة العامة، وتغطي نسبة كبيرة من احتياجات العراق 
الماليَّة".
 
فرص عمل
وأشار الى "ضرورة أنْ نحقق تكاملاً بين القطاعين وفق خطط علميَّة مدروسة لتطوير السياحة وجعل العراق قبلة للسياحة الدينيَّة والترفيهيَّة والطبيَّة والآثاريَّة، إذ يتطلب الأمر تغيير واقع الفنادق وتطويرها وكذلك النقل والاتصالات وهذه بمجملها توفر فرص عمل كبرى لشريحة واسعة من الشباب، كما يمكن أنْ تفعل السياحة الترفيهيَّة والآثاريَّة في الجنوب من خلال توفير البنى التحتيَّة، لاسيما أنَّ حضارة بلاد وادي الرافدين قبلة لكثير من سياح العالم".
 
تفويج متقابل
بين "أهمية أنْ يكون هناك ترابطٌ بين الشركات المحليَّة والدوليَّة، وخلق شراكات ثنائيَّة تقود الى تفويج متقابل بين العراق ومختلف بلاد العالم، وهذا يمثل أهم الخطوات المقبلة التي يجب أنْ يشهدها القطاع السياحي، حيث توجد لدنيا آثار ومراقد تهم أغلب سكان العالم ابتداءً من مرقد نبي الله إبراهيم (علية السلام) وصولاً الى مراقد الأئمة الصالحين (عليهم السلام)، وأولى الحضارات التي يفضل أنْ يطلع عليها سكان العالم، وبذلك يمكن أنْ نستقبل ملايين السياح بعد أنْ تضع الآليَّة المناسبة".  يذكر أنَّ على أرض العراق توجد أول كنيسة على وجه الأرض في ضواحي بغداد وأشرت محلياً وعالمياً، تخص ملياري شخص حول العالم وحين يأمها البابا سيقصدها سنوياً مليار سائح، وهذا يوفر مورداً مالياً كبيراً يعزز اقتصاد 
البلاد.
 
حجم المشاريع
المختص بالشأن الاقتصادي سيف جواد الحلفي أشار الى أنَّ "القطاع السياحي يمكنه أنْ تفعل الإنتاج والخدمات عبر المشاريع المتوسطة والصغيرة التي ترافق انتعاش السياحة في البلاد، التي أخذت تتسع في قطاعات أخرى رغم صغر حجم المشاريع بعد أنْ أثبتت نجاحاً، لا سيما أنَّ هذا النوع من المشاريع تم تبنيه في كتل اقتصاديَّة مؤثرة في الساحة 
العالميَّة". وكان قد دعا المصارف الحكوميَّة الى المشاركة في تمويل هذه المشاريع التي تحوي كثيراً من مشكلات المجتمع عبر توفير فرص العمل وتقديم منتجات وخدمات على نطاق مقبول اقتصادياً قادت الى توسيع قاعدة هذه المشاريع والتي تمول من قبل بعض المصارف الخاصَّة.