أثنى عددٌ من المختصين بالشأن الاقتصادي على الحراك الذي تبنته وزارة الصناعة والمعادن بغية تفعيل الإنتاج الوطني، وجعل دورة رأس المال ضمن إطار محلي تنموي يحققُ متطلبات السوق ويعالج المشكلات الاقتصاديَّة، وينهضُ باقتصاد الأسرة العراقيَّة.
المختصة بالشأن الاقتصادي رغد نبيل الآلوسي بينت أنَّ "العراق يحتاجُ الى تكاملٍ في الأداء يقودُ الى تحقيق التنمية المستدامة، التي تبدأ من القطاعات الإنتاجيَّة ذات القدرة على دعم الاقتصاد الوطني بشكلٍ فاعلٍ من خلال دورها المتمثل برفد الأسواق المحليَّة بمختلف المنتجات الصناعيَّة والزراعيَّة من أسواق خارجيَّة والتي تحتاج الى تخصيصات ماليَّة كبرى".
منفعة ماليَّة
ولفتت الى أنَّ "تفعيل الإنتاج الوطني يحقق منفعة مالية كبرى للبلاد بجعل دورة رأس المال في إطار داخلي، ويذهب بالأموال التي كانت تخصص لمشاريع الاستيراد الى سوق العمل المحلية، إذ توظف في مشاريع إنتاجيَّة جديدة توسع القاعدة الصناعيَّة والزراعيَّة في البلاد ويكون العراق مركزاً اقتصادياً مهماً في المنطقة".
وبينت الآلوسي أنَّ "قطاع المال العراقي بحاجة الى تطوير مفاصله أكثر مما عليه ليكون سانداً حقيقياً لعملية النهوض التي تشهدها البلاد، إذ الحاجة الى اعتماد أفضل الأنظمة المالية الدوليَّة التي تسهل التعاملات وتقود الى انسيابيَّة عالية في التنفيذ النوعي للمشاريع".
القدرات التصنيعيَّة
عضو منتدى بغداد الاقتصادي جاسم العرادي أكد أنَّ "القدرات التصنيعيَّة المحليَّة تحتاج الى بيئة عمل مثاليَّة لتكون قادرة على تغطية الطلب المحلي من مختلف المنتجات، وهذا أمرٌ ليس بالمستحيل، حين يكون هناك تعاونٌ جادٌ وروحٌ وطنيَّة من قبل جميع المؤسسات المعنية التي تسهم بفاعلية في تهيئة المناخات المناسبة لعمل الشركات الاستثماريَّة".
وشدد على أهمية جعل دورة رأس المال ضمن إطار محلي، لكون النتائج ستصب بصالح الاقتصادي الوطني وجميع قطاعاته، وهذا التوجه يقود الى أنْ تستوعب سوق العمل العمالة المحليَّة بشكل كامل وقد نذهب باتجاه العمالة الوافدة".
زيادة الإنتاج
الى ذلك أكدت الشركة العامة للصناعات التعدينيَّة إحدى شركات وزارة الصناعة والمعادن استمرار العمل والإنتاج في مصانعها ومواقعها كافة لتجهيز القطاعين العام والخاص بمنتجاتها المتنوعة.
وأكد مدير عام الشركة المهندس يوسف محمد جاسم استمرار بذل الجهود لتطوير وزيادة الإنتاج لجعل مصانع ابن سينا رابحة بأدائها المالي والاقتصادي خلال الفترة المقبلة، منوها بأنَّ معاونية مصانع ابن سينا تختص بإنتاج المواد الكيميائية المتخصصة، فضلاً عن توليفات أسمدة العناصر الصغرى الصلبة والسائلة والأسمدة العضويَّة.
واضاف أنَّ "السعي الحقيقي والجهود الكبيرة متواصلة في مصنع المنتجات الإنشائيَّة الذي يتكون من معمل المنتجات الإسفلتية ومعمل اللباد ومعمل المضافات الخرسانيَّة ومعمل قير الإكساء المطور ومصانع ومواقع الشركة الأخرى بهدف الوصول إلى مستوى التعادل والتوازن وجعل الشركة من الشركات
الرابحة".
الإنتاج الوطني
عضو اتحاد الغرف التجارية ماجد موزان لفت الى أنَّ "العراق قادرٌ على تحقيق نهوض اقتصادي بشكل سريع لتوفر مقومات النجاح التي تحتاج الى تنظيم مفاصل العمل، إذ يمكن للموارد الطبيعيَّة والبشريَّة أنْ تحقق نهوضاً تنموياً كبيراً في جميع القطاعات، وانَّ حراك تفعيل الإنتاج الوطني من خلال وزارة الصناعة والمعادن يمكن وصفه بالمقبول ولكنْ بنا حاجة الى أنْ يكون دور الوزارة أكبر في دعم الإنتاج الوطني وتوسيع قاعدته في المعامل العامة والخاصة، وأنْ تدعم القطاع الخاص الإنتاجي".
بدورها مصانع ألبان أبوغريب التابعة الى الشركة العامة للمنتوجات الغذائيَّة أعلنت عزمها تغطية الحاجة المحليَّة من مختلف منتجات الألبان وإنتاج أنواعٍ جديدة من الأجبان وتغيير وتحديث أساليب التعبئة باستخدام العبوات الزجاجيَّة والمعدنيَّة خلال العام المقبل بعد أنْ قامت بطرح أنواعٍ جديدة من المنتجات شملت (لبن زبادي بالقشطة وأنواع جبن الشيدر المطبوخ والجبن المطبوخ بالقشطة، فضلاً عن اللبن الرائب والشنينة والقشطة).
وأكد معاون مدير عام الشركة السيد عبدالرحيم عايد عبدالله "حرص الشركة على التعاون الحقيقي والجاد مع شركة مكاء كوناي التركيَّة المستثمرة لمصانع ألبان أبو غريب لتلبية حاجة السوق المحلية من مختلف منتجات الألبان"، مشيراً الى أنَّ هناك إقبالاً على هذه المنتجات التي تمتاز بكونها مبسترة وخالية من أي مواد حافظة وبمدة صلاحيَّة لا تتجاوز الـ(20) يوماً".