رضا المحمداوي
تتناثرُ السماءُ من فوقي
شظايا
ومِنْ تحتي تشقّقُ الأرضُ
لهبٌ ودماء
والهواءُ من حولي : دخان
وأنا ...
المحاصرُ باللعنةِ والأوبئة
أبحثُ عن وطنٍ جميلٍ
برشاقةِ نخلٍ عاشقٍ
أحملُهُ مَعي
في الإقامةِ والرحيل
حرزَ محبةٍ
عن وساوسِ الهجرةِ والاغترابْ
أَبحثُ عن لغةٍ ...
... وأسئلةٍ ..
.. وأجوبةٍ
لا ينقطعُ فيها الكلامْ
أَبحثُ عن وجهي
بينَ وجوهِ الضائعينْ
وأمحو كُلَّ ما كتبوا
على الحيطان
لارسمَ صورتي
وهي تتلاشى في المتاهةِ
بلا يقينْ
غُلقّتْ الأبوابُ دوني
وأصبحتْ العقدةُ في لساني
وفي عُنقي ثَمّةَ طائرٌ
ما زالَ يُردّدُ بقايا نشيد
موطني ...
موطني ...
إنني أبحثُ فيكَ عنكَ
كُلّما إهتزتْ الأرضُ
التي تحتَ قدمي
بالدمارِ ...
والخرابْ
والدماءِ ....
والعذابْ
والحريقْ
تلوَ الحريقْ
وكأنني أبحثُ فيكَ
أيّهَا العَلْقمي
عن ارتواءٍ
في كفِّ (العَّباس) المبتورةِ
وهي تشيرُ إلى المياه
لكن لا مياه
تكفي لغسلِ جثث المعسكرات
وأوساخ جيوش الغرباء
تيممّوا لصلاتِكم إِذن
وَيمّموا وجوهَكم
صوبَ قِبلةِ الأغاني والعويل
وانتظروا القطارات
التي تموتُ في المحطة الأخيره
دَوْنَ أنْ تَعلّمنا
معنى الرحيل
كانتْ التذاكرُ بيدي ملساء
مِثلَ مساءٍ أعمى
وأنا معكم
أنتظرُ المواعيدَ التي تدّلني
على البلاد
لكنّي رأيتُ جسدي مذبوحًا
وقد عُلِقَّ الرأسُ منهُ
على جذع عمتي النخلة
وألقيَ ما تبقى مِن إشلائهِ
في نهر دمٍ فاسدٍ
مازال يجري
بيني وبينكم
منذُ آلاف السنين