بدأت اليوم الخميس فعاليات مؤتمر السرد بدورته الثالثة- دورة السارد الخالد سعد محمد رحيم، بمشاركة ثمانين أديباً من مختلف المحافظات العراقية. لليومين (22 - 23) من شهر تشرين الثاني الحالي. وستشهد الجلسة الافتتاحية التي ستنطلق في الساعة العاشرة صباحاً بقاعة زها حديد/ مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، كلمة لعائلة السارد سعد محمد رحيم- وهو روائي ولد عام 1957 وتوفي عام 2018، صدر له العديد من المجاميع القصصية والكتب النقدية كما له ثلاث روايات، هي "غسق الكراكي" وقد فازت بجائزة الإبداع الروائي العراقي، و"ترنيمة امرأة، شفق البحر"، ورواية "مقتل صاحب الكتب"، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2017، كما حصل على جائزة "كتارا" للرواية العربية لعام 2016 عن روايته غير المنشورة "ظلال جسد.. ضفاف الرغبة".
رصد تحولات المجتمع
وقال رئيس نادي السرد في اتحاد الادباء الروائي حسن البحّار: "لم يكن المؤتمر الثالث للسرد، وليد صدفة أو فكرة مرتجلة، إنّما هو مجموعة أفكار ورؤى وتحضيرات ومناقشات وتداولات".
وأضاف "لقد تطوّرت الكتابة السرديّة خلال القرن الماضي مع تطور الحياة تطورا ملحوظا واستقطبت اهتمام القرّاء والنقّاد على مستوى الموضوعات التي عالجتها والتقنيات والأساليب التي وظّفتها في التعبير عن الإبداع واختلافات التلقّي، ونظرا لارتباطها الوثيق بنبض الإيقاع الداخلي للحياة في أبسط صورها وأعقد تجلياتها، حققت أجناس السرد بأنواعها انفتاحا عميقا على معاناة الإنسان ومكابداته وتطلّعاته، فضلا عن ملاحقة تحولات المجتمع الحديث ومواكبة سيرورته وهمس الشارع وفوضاه وقلقه العارم ومختلف أحاسيسه وطموحاته".وستناقش الجلسة الافتتاحية ورقة نقديّة تخصّ تجربة السارد، يقدمها الناقد الأكاديمي الدكتور سامان جليل إبراهيم، بعنوان (تموّهات الصوت الأنثوي وبنية الخطاب الذكوري). تسعى هذه الورقة إلى قراءة رواية "ظلال جسد... ضفاف الرغبة" لسعد محمد رحيم بطبعتها الأولى الحائزة على جائزة كتارا للرواية العربية 2016 فئة الروايات غير المنشورة، من منظور تجليات النقد الثقافي في النص السردي وما يختزله النص من أنساق ثقافية مضمرة خلف معطف البلاغة ومظاهر القيم الجمالية من أنساق تقبع تحت قشرة النص نفسه.
ويحاول الناقد عبرها دراسة الأنثى وكيفيّة حضور صوتها بين التموُّه والإظهار في النص، لاسيّما أنّ الرواية متخذة من موضوعة الأنثى – رواء العطار/اللعوب - مركزاً بنائياً تتمحور حوله التجربة السردية كلّها لتنضوي تحت لائحة الرواية، معتمداً إيّاها صورة مركزية في هدم المرتكزات الذكوريّة وضعفها وتشتيت البؤرة الثقافية المتمثّلة بالعادات والتقاليد، هذا فضلاً عن الشخصيات الذكوريّة التي تؤسّس معها قدراً من الجدل في البنية السردية ضمن الفضاء الروائي لهذه
الرواية.
وتتألف الدراسة من تمهيد ومبحثين، جاء التمهيد بعنوان "ثيمة الرواية ونسيج السرد" أما المبحث الأول فكان موسوماً بـ "الأنساق الأنثوية وتموجات الخطاب الثقافي" وهو متكوّن من محورين: المحور الأول: تشظي المركز وتحشيد الهوامش في تشكّل الخطاب المتمركز حول الأنثى، المحور الثاني: الانصياع الشعوري الذكوري تجاه الأنثى، وتناول المبحث الثاني: "الاحتفاء الثقافي الآيديولوجي" وهو يتكوّن من محورين: المحور الأول: البؤرة الثقافية تجاه الفكر والذات الأنثوية، المحور الثاني: الخطاب الذكوري تجاه الخطاب الأنثوي، واشتمل الأخير على خمسة أنساق: التضرّع، التوسّل، الجنون، الخوف، الضعف، وتُوّجت الدراسة بخاتمة لتستخلص أهمّ ما توصّلت إليه من نتائج.أمّا الورقة النقديّة الثانية فستكون للناقد محمد جبير، كما وسيتم توقيع رواية سعد محمد رحيم- (القطار.. إلى منزل هانا).
السرد والذاكرة الشعبيّة
وفي الجلسة البحثيّة الأولى والتي بعنوان (السرد العراقي وتمثلات الذاكرة الشعبيّة) ورئيسها الدكتور جاسم الخالدي، ومقررها الناقد علي شبيب ورد. سيشارك فيها كلٌّ من الدكتور علي حدّاد بورقة نقديّة بعنوان (السرد العراقي والحكاية الشعبيّة)، والأديب باسم عبد الحميد حمودي بورقته النقديّة (السرد عن بغداد قديماً)، وقاسم خضير عباس ودراسته النقدية التي بعنوان (ضرورات التحول في الحكاية واهميتها)، في حين جاءت مشاركة الناقد مقداد مسعود تحت عنوان (السرد العراقي وشعريّة الذاكرة، أما الدكتور محمد أبو خضير فقد كانت مشاركته النقدية بعنوان (سرديات الوشم)، بينما شارك الدكتور جاسم حميد جودة بدراسة نقدية بعنوان (الذاكرة مرايا الجماعات)، وكانت مشاركة الدكتورة منتهى طارق تحت عنوان (جماليات الموروث الثقافي في المسرح العراقي). أمّا الجلسة المسائيّة والتي ستكون في الساعة الرابعة من الخميس ذاته وفي قاعة زها حديد بمقر الاتحاد، فقد كانت المشاركة تتمحور حول شهادات سردية يقدمها كلٌّ من القاصّة سافرة جميل حافظ والروائي جهاد مجيد، والروائي خضير فليح الزيدي. أمّا القراءات النقديّة في القصّة التي قدمها القاص عبد الأمير المجر، فسيشارك فيها الناقد حسب الله يحيى، والناقد عباس لطيف الذي كانت ورقته النقديّة بعنوان (قراءة نقديّة في أحد عشر نصّاً قصصيّاً)، لكل من القصاصين، إسماعيل سكران، إبراهيم سبتي، علي السباعي، عبد الرضا صالح محمد، محمد الكاظم، رجاء الربيعي، هاجر سالم الأحمد، مشتاق عبد الهادي، نبأ حسين مسلم، حسين اليعقوبي وسلام القريني.
وتتحدث ورقة الناقد عن هذه النصوص، وكيف أنّها تشترك وتختلف فيما بينها، فجميع النصوص تشتبك وتجسّد الواقع المأزوم لمرحلة ما بعد الاحتلال والتغيير وما رافقها من أزمات واحتدام وصراع في القيم وفي البنية السيوسيولوجية والسياسية والسيكولوجية واشتغلت النصوص على ثنائيات الحب و- الزيف الذي سببته الظرفية المعقدة – والجمال والقبح والرجل والمرأة والتاريخ والحاضر والحلم والكابوس.