أدونيس... هذا هو اسمي

ثقافة 2019/11/23
...

قحطان جاسم جواد
 
من الكتب التي حصلت عليها من معرض بيروت الدولي للكتاب الاخير، كتاب "هذا هو اسمي" للشاعر الظاهرة ادونيس، الذي أقيمت له ندوة خاصة عن الكتاب في المعرض. الكتاب صادر عن دار الاداب بـ 151 صفحة من القطع الصغير. وهو عبارة عن حوار موسع مع ادونيس قام به الاديب والصحفي "بيار ابي صعب". وهو حوار طويل ومتشعب سمي بالسلسة الحوارية التوثيقية، التي تعيد طرح التساؤلات والقضايا البنيوية مع هذا الشاعر الكبير وصاحب الاراء الجريئة. ومع تجربته الشعرية المديدة والفريدة، وصولا الى رحلته الموغلة في تاريخنا الادبي والثقافي والروحي. فهو اهم الشعراء والمفكرين العرب، ومن ابرز قارئي التراث العربي وباعثيه، وواحد من اشهر مؤسسي الحداثة الشعرية ومنظريها. كما يمثل الكتاب فرصة للتوثيق ورقيا لوقائع هذه السلسلة التي جرت ضمن حوار تلفازي. وهي فرصة لاعادة احياء مساحة للحوار ولغة العقل من اجل فضاء عربي خال من العنصرية والفتن والداعشية. فضاء واسع لانسان عربي ومجتمع ذي قيم انسانية ومشارك في تطور الحضارة البشرية.
 
حوار مع مهيار الدمشقي
يقول المحاور "بيار ابي صعب" الكتاب مساحة لاستعادة القبض على التجربة لتحريرها وتجريدها وتقييمها ونقدها والاستفادة منها. انها مساحة المعرفة وفهم السياقات التاريخية في الثقافة العربية. وهي   محاولة للرد على الجمود الفكري والتجهيل والانقسام العمودي للخطاب السياسي والعنصري والتحريضي والطائفي والمذهبي. والحوار مع "علي احمد سعيد" او مهيار الدمشقي، وهي من اسماء ادونيس تعطي للقارئ الكريم فرصة التبحر والتأمل واستيعاب اجاباته في شتى مناحي الحياة. أليس هو القائل قبل اكثر من نص قرن: ماذا، اذا تهدم وجه الارض/ ترسم وجها آخر سواه/ ماذا، اذا ليس لك اختيار/ غير طريق النار/ غير جحيم الرفض/ حين تكون الارض/ مقصلة خرساء او إله.
 
للرفض عنوان
ويجيب ادونيس بسلاسته المعهودة... تذكرني بالرفض وهو منهجي من ذلك الوقت. وقد وضعته في اطار اخر اوسع من الاطار، الذي يبدو فيه هنا كأنه شبه محدد. كنت وسعت هذا الاطار اكثر. وهذا يعني انه ضاق اليوم هذا التطلع الى التجاوز والتمرد. ويبدو اننا العرب نختلف بكل شيء عن الاخرين. فكلما اتسعت مشاكلنا حاولنا ان ننكفئ عن طرح الاسئلة بشأنها. وهذا سر لم اكتشفه بعد.. لماذا؟ لااعرف.
 
نحن شعب ينقرض
 واضاف مهيار الدمشقي:- نحن العرب شعب ينقرض! ليس على المستوى الكمي والعدد البشري، انما ننقرض على اساس اخر واعمق. اذ ليس لدينا رؤية واضحة لهذا العالم الذي نعيش فيه، وليس لدينا ارادة ايضا على فعل ما نشاء. نحن عالم مستتبع على جميع المستويات الثقافية والاقتصادية والسياسية. ولا هدف لنا منذ 14 قرنا سوى تغيير السلطة باعتبارنا مولعين بالسلطة ولايهمنا التطور وتغيير المجتمع. لكن كافراد تجد هناك نوابغ ومتفوقون في شتى المجالات. وهذه هي الفاجعة نسهم بصفتنا الفردية في بناء العالم. ونبقى اصحاب تبعية كحكومات وسلطة. وحتى حين حدث الربيع العربي صار كارثة علينا.
وبخصوص فلسطين قال:- انظروا اليها بعد سبعين عاما لم يمارس العرب اي ضغط من اجلها، بل صاروا يأكلون بعضهم ويتآمرون ضد بعض. وهم قادرون على التأثير والفعل لكنهم لايفعلون.
 
ولاجائزة عربيّة
ثم ينطلق ادونيس بالحوار عن نفسه وعلاقته بالانظمة العربية، والاتهامات ضده بأنه قريب من ذلك او هذا من القادة العرب. فيرد على ذلك انا لاارتبط باي نظام عربي. وقد صار عمري 86 عاما وليست لدي جائزة عربية من اي نظام. وهذه دليل على استقلاليتي وعدم ارتباطي باي من الانظمة التي يتهموني بارتباطي بها. وعن علاقته بزوجته "خالدة سعيد" قال:- تعرفت اليها علم 1950 كانت في دار المعلمات بدمشق وانا طالب في اول اداب. كنت في العشرين من عمري، تعرفنا في بيت سيدة فاضلة "عبلة الخوري" واحببنا بعضنا واختلفنا وتمت خطبتنا وفسخت وعدنا ثانية. واكتشفنا ان الحب يجب ان يقوم على صداقة الحبيبين لانها قادرة على صونه واحترامه ورعايته وديمومته. ومن ارائه ايضا هي: من دون حرية المرأة لايوجد تطور ولا حداثة.
 
مجلة مواقف
واجاب عن سبب توقف مجلة "مواقف" التي اسسها قائلا: طلبت من شخص ان يكتب لنا عن وضع المرأة من الناحية القانونية، في النص الديني الاسلامي بشكل خاص. لكنه رفض وقال لااستطيع لان المرأة لاحقوق لها. وحاولنا ان نقنعه ففشلنا. لذلك اوقفنا المجلة وقلت لماذا نتابع اصدار مجلة لاتستطيع ان تقول مايجب ان يقال.
 وعن نزار قباني قال: شاعر كبير احبه واحترمه ومع الاسف العرب لايعرفون من شعره الا الاقل جمالا. اما بدوي الجبل فهو اخر الشعراء الكلاسيكيين الكبار. وسعيد عقل هو افضل من يختصر القصيدة. ووضع بنية جديدة للقصيدة العربية هي بنية القصيدة القصيرة، وطور الشكل التعبيري على اساس بنية هذه القصيدة، واوغل في الجمالية.
 وعن علاقة الشاعر بالقارئ قال: مشكلتي مع القارئ انني احبه واقدره واحمله مسؤولية كبيرة، لان عليه ان يكون ايضا خالقا كما الشاعر، اي ان يكون شاعرا اخر.