من الواضح ِ
أنّي سألبسُ العاصفةَ
وأنزعُ جلدي
ثمّ أدوّن طعمَ ثغرِها في وجهي
وأقتسمُ
لمعانَ الهواءِ عند اللقاءِ
وهي في وحشتِها
هناك
تلبسُ ليلَها بكلِّ رمادِهِ
لا حولَ لا قوةَ لها
تسكبُ الأهازيجَ الملوّنةَ على طولِها
وتتركُ قميصَها بلا شراعٍ
هي وحدها تعرفُ جيداً
حين استحمُّ بقبلتِها
تفرُّ الأرضُ منّي عنوةً
وأصبحُ دبّاً روسياً في حضنِها
والعالم يمارسُ نزوحَهُ إلى الهلاك ..
لهفتُنا
ونحنُ نقصُّ أشجارَها بهمسةٍ
يتسعُ الكونُ ويغني ..
هي خجلةٌ تقرأُ ما يدورُ في رأسِ
أولِ غيمةٍ يتيمةٍ
خلقَها الربُّ ولا تمطرُ ...
قد يصابُ جسدُنا برعشةٍ
نخطُّ لهُ لحناً سريعاً
ونبتكرُ دعاءً يأكلُ الخوفَ بسرعةِ البرقِ
ونثملُ حتى مطلعِ الفجرِ ..
لن أشفق على رئتي وهي تدخنُ
زفيرَها الراكضَ
من عودِ بخورٍ سماويٍّ
لذا عليَّ أن أنجرَ عينَها
في كل هذه الدهاليز
كي لا تهربَ منّي قيدَ شعرِةٍ
وأرسمُ ضحكتَها المفقودةَ في
رقبتي وشماً
وأستفيق ..
الجدرانُ المكسورةُ من شدّةِ عناقِنا
ستكون على مقاسِنا في غفلتِها
ومع ذلك
أستدرجُ رأسيَ المنقوشَ في
فستانِها الممزقِ
- الممزق برغبتي حتما -
ولا أحملُ زحامَ أسئلتِها وعطرِها والحريق ..
هي ستقولُ شكراً
لرأسي المصنوعِ من الخشبِ
ولا تعلمُ أنّهُ يحتاجُ قمراً ناضجاً
كي يحترفَ جسدَهُ ويكون فزاعتَها
يدخنُ كلّ الثمارِ ولا يحترق
قلبي
بطولِ قامتِهِ
ببراءتِهِ من المجهول
بطائرتِهِ الورقيّةِ
خشبيُّ الصنعِ أيضاً
لا يحترق
فبين رأسي وقلبي
رؤيا لا يدركُها إلّا الغار ..
سأخطط ُ السماءَ حسب شهوتي
وأغسلُ كلَّ هذا الطين
عسى أن تنجبِ لي الشمسُ
أعني هي
طفلا ً بلا شائبةٍ
شرطَ ان يكونَ شاعراً وبشيراً ونذيراً
في وقتِها لن أبوحَ لها بشيءٍ
فهي دوماً
لا تكتمُ قلبي المعاقَ بشعرِها
وأنا هناك
خلف الأغلفةِ
أرى خصرَها
من ثقبِ حسرتي المتورمةِ
وأنامُ مهوساً
بفمِها النازلِ
من أعماقِ فكرةٍ سارحةٍ ...