قال الرئيس الصيني، تشي جينبينغ، مؤخراً، إنَّ بكين ترغب في العمل من أجل إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت ذاته أنها لا تخشى "المقاومة". وأبلغ تشي وفداً من رجال الأعمال الأميركيين يزورون الصين حالياً أنَّ بكين تتبنى "موقفًا إيجابيًا" من المحادثات التجاريَّة، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
ويأتي تصريح الرئيس تشي في إطار تعزيز النبرة المتفائلة التي اتخذت في الأيام الأخيرة.
وكرر موقف الصين بأنَّ الاتفاق يتطلب "الاحترام المتبادل والمساواة".
واستدرك قائلاً أمام الوفد الأميركي، الذي استقبله في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية: إنَّ بلاده ليست خائفة، لكنها لا تريد حربا تجارية.
الحرب التجارية
وتصاعدت التوترات التجارية بين بكين وواشنطن العام الماضي، بعد أنْ فرض الرئيس دونالد ترامب، تعريفات عقابية على صادرات صينية قيمتها مليارات الدولارات إلى الولايات المتحدة.
وباتت هذه التوترات تعرف بـ"الحرب التجارية". وسعى ترامب من وراء فرض التعريفات الجديدة إلى تكثيف الضغوط من أجل تغييرات في سياسات التجارة والاستثمار الصينية.
ولم تفلح المفاوضات بين الجانبين في الوصول إلى اتفاق مؤقت ينهي هذه الحرب.
على منحى آخر اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا في بكين.
وأعرب شي عن ترحيبه بزيارة جورجيفا الأولي للصين كمديرة للصندوق.
تباطؤ النمو
وقال إنَّ النمو الاقتصادي العالمي يتباطأ مع تزايد المخاطر الهبوطيَّة، كما أنَّ الحمائيَّة في العالم آخذة في الارتفاع، والتعددية والتجارة الحرة تواجهان تحديات شديدة. ولذلك، فإنَّ المجتمع الدولي لديه توقعات أكبر بشأن دور صندوق النقد الدولي.
وتابع شي "آمل أنْ يعمل الصندوق تحت إدارتكم على زيادة تحسين العملة الدولية ونظام حوكمتها، وتعزيز تمثيل الأسواق الناشئة والبلدان النامية والتعبير عن آرائهم".
كما أعرب الرئيس الصيني عن أمله في أنْ يستمر الصندوق في تعزيز التجارة العالمية، وحماية سوق مالية عالمية عادلة ومفتوحة، وتعزيز تطور النظام الدولي بطريقة أكثر عدلاً وعقلانية.
بناء القدرات
ولفت شي إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، تعاونت الصين مع صندوق النقد الدولي تعاوناً جيداً بشأن تعزيز بناء قدرات الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
وقال: "إنَّ الصين مستعدة لتعميق التعاون مع صندوق النقد الدولي بشكل مستمر". وشدد شي على أنَّ التنمية الاقتصادية في الصين تتمتع بقدر كبير من المرونة والإمكانات ومساحة المناورة، لافتاً إلى أنَّ الاتجاه الإيجابي طويل الأجل للنمو الاقتصادي الصيني لن يتغير.
تنمية اقتصاديَّة
وقال: "لديّ كل الثقة في تنمية الصين"، مشيراً إلى أنَّ البلاد ستتمسك بالرؤية الجديدة للتنمية، وستمضي قدماً في تحقيق تنمية اقتصادية عالية الجودة، وستعمل باستمرار على تعزيز مستوى أعلى من الانفتاح، وستوفر المزيد من الفرص للنمو الاقتصادي العالمي.
وبدورها، قالت جورجيفا إنَّ الصين تهدفُ إلى القضاء على الفقر المدقع بحلول العام 2020، إذ يمثل هذا الهدف أهمية تاريخيَّة بالنسبة للصين والعالم.
وأشارت إلى أنَّ الصين حققت نمواً اقتصادياً مستمراً وقوياً من خلال الإصلاح والانفتاح، كما أنه يُعتقد أنَّ الصين ستظل منفتحة أمام العالم الخارجي في مختلف المجالات بما في ذلك التمويل ورأس المال.
تعميق التعاون
وأوضحت جورجيفا أنَّ صندوق النقد الدولي يولي أهمية كبيرة لعلاقته مع الصين وسيواصل تعميق التعاون معها. وفي معرض إشارتها إلى أنَّ الاقتصاد العالمي يمر بفترة عصيبة، قالت جورجيفا إنَّ صندوق النقد الدولي يدعم بقوة التجارة الحرة والمفتوحة ويسعى جاهداً لتحقيق علاقات تجاريَّة سلميَّة.
وأعربت عن استعداد الصندوق لإجراء إصلاحات تتفق مع احتياجات العصر وتعزز وزن الاقتصادات الناشئة.
كما عبرت جورجيفا عن رغبتها في العمل مع الصين للدفع باتجاه بناء مصير مشترك للبشرية وتعزيز تعاون الحزام والطريق.
وأثناء إقامتها في الصين، شاركت جورجيفا، التي تولت منصب مديرة صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، في اجتماع مائدة مستديرة استضافه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مع قادة ست مؤسسات اقتصادية ومالية دولية كبرى.