قحطان جاسم جواد
صدر العدد الفصلي الجديد من مجلة "الثقافة الجديدة"ويحمل الرقم(408). وقد وشحت لوحتان للفنان"صدام الجميلي"غلافه الاول والاخير.تصدر العدد ملف كبير عن الشاعر الراحل كامل شياع لمناسبة الذكرى 11 لاغتياله.ساهم فيه مجموعة من الادباء مع مقالة لهيئة تحريرالمجلة، تضمنت التاكيد على ان اغتيال المثقف يعد محاولة فاشلة لايقاف حركة ثقافة التطور والديمقراطية في العراق.وظهرت معادلة جديدة توضح ان رهان الحياة هو الباقي ازاء ايديولوجيات الموت. ورهان الدولة ازاء الفوضى.ورهان الديمقراطية ازاء الشمولية والدكتاتورية.ورهان الوطنية الحقيقية ازاء ملوك الطوائف.ورهان الكلمة ازاء الطلقة.وكتب في الملف الناقد علي الفواز عن"كامل شياع..صورة المثقف وانموذجه التأسيسي"اكد فيه ان المثقف المناضل لايعني تسويغا لنمطية النضال بمعناه التقليدي ،بقدرما يعني تفعيلا لقيمة النضال بوصفه (القيمي/الثقافي)،عبر تغيير افق الاسئلة،وادوات التعبير عنها،وباتجاه التأثيرالفاعل والنقدي على الواقع ذاته ،وبهدف الفهم والتمثيل والسعي الى التغيير،وبما يجعل مفهوم النضال اكثرتمثيلا للمقاربات العقلانية والواقعية.واضاف:
كانت وظيفة شياع تسعى الى تفكيك التاريخ بهدف اعادة انتاج صورة اكثر تعبيرا للمثقف الذي يؤمن بالمستقبل.كما كتب د.خليل محمد ابراهيم مقالا بعنوان لكي لا يغتال المثقف من جديد،اكد فيه قضية ضياع المثقف بتهميشه او اغتياله او سجنه. وتساءل الباحث توفيق التميمي (ماذا حققت جريمة قتل شياع من اهداف؟ قراءة في ملامح الضحية المقبلة). واكد الناقد ناجح المعموري رئيس اتحاد الادباء(على ضرورة عرض تجربة اغفلتها الثقافة العراقية وضرورة تاشير الجهد الفلسفي المهم لاحد مفكري القرن العشرين(شياع) وضرورة اصلاحاته الثقافية والفكرية في العراق).وختم الملف الدكتور حسين القاصد قائلا:-
في البدء كان السيف والكلمة،وهو صراع ازلي،ومنذ الازل كان صوت السلاح اعلى،وبقي الكلام اعزل في مواجهة رعونة السلاح،ذلك السلاح الذي حاول اسكات المتنبي حين لم يتمكن (اي ضبة) من مواجهة كلماته! ترى كم ضبة بانتظار كلماتنا؟
وكيف لأي ضبة ان يتمكن من اسكات الرأي النابض.كما تضمنت افتتاحية المجلة مقالة عن موضوع المدنية واعدائها..والديمقراطية ومستغليها.يخلص فيه الى نتيجة مفادها (ان النقد العلمي للديمقراطية يجب ان ينطلق من اعتبارها ممارسة سياسية لاتلغي الاضطهاد لكنها تساعد على كشفه،وفعلا سياسيا يعين الطبقة الكادحة على مقارعته. كما نشرت المجلة حوارا طويلا مع الدكتور"فارس كمال نظمي"تضمن العديد من القضايا تتعلق بالفكر والسياسة والثقافة وكيفية التعامل معها في ظل هذا الهوس السياسي والديني الذي يؤشر تهميش القوى السياسية والديمقراطية والثقافية في العراق.
وفي ملف ادب وفن الذي كان يحرره الشاعر الراحل"ابراهيم الخياط" خصصت صفحاته بالكامل لكلمات رثاء كتبها ادباء وكتاب من اتحاد الادباء ومنظمات القوى الشعبية والثقافية في العراق والوطن العربي .من بين من اكتبوا (حسن كريم عاتي وحسب الله يحيى وحنون مجيد ومحمد خضير وياسين نصير.كماكتب الشاعراجود مجبل قصيدة مؤثرة بحق الفقيد قال فيها:-
كان ضوءا في ليال
بقيت بعده
باحثة عن قبس
نعشه مر سريعا من هنا
وتوارى في هجير شرس
وهو من اسس
جمهورية رحبة
للبرتقال المشمس