الــنــظــام الانــتــخــابــي الأنــســب لـلــعــراق

العراق 2019/11/26
...

 أسعد تركي سواري
تُعد الانتخابات الوسيلةَ الأساس لإسناد السلطة في الأنظمة الديمقراطية ، إذ يتم عبرها اختيار الأشخاص الذين سيُعهد لهم اتخاذ القرارات وصنع السياسات العامة في الدولة، ووسيلةً لحسم الخلافات بين الأفراد والجماعات بالطرق السلمية ، كما تعد المعيار المحدِّد لشرعية السلطة القائمة في المجتمعات الديمقراطية .ويمكن لي القول بعد تأمّل دقيق وتفكّرٍ عميق ، بأنَّ الاستقرار السياسي للدول يَكمن في أربعة عناصر ، هي : 
1 – وجود مرجعيَّة دستورية نهائية ، وقمة عليا لهرم الدولة ، تمتلك القدرة والصلاحيات الدستورية الكافية لحسم النزاعات المحتملة بين المؤسسات السياسية ، واحتواء التقاطعات الحادة بين القطاعات الاجتماعية ، لتكون لها الكلمة الفصل في نهاية المطاف .
 
2 – وجود دستورٍ مرنٍ قابل للتعديل بما يمكّنه من مواكبة تطوّر حركة المجتمع الإنساني في العالم المعاصر ، وبما يحقّق طموحات القوى الاجتماعية الصاعدة ، ويحتوي الأجيال المتجدّدة في مؤسسات الدولة .
 
3 – وجود نظام انتخابي يعكس التمثيل الواقعي لإرادة الجماهير ، فيزيد التمثيل الشعبي إلى أقصى مدى ممكن ، ويقلّل هدر أصوات الناخبين إلى أقصى درجة ممكنة .
 
4 - وجود إشراف قضائي مستقلّ على الاستفتاءات والانتخابات ، بما ينتج ثقة المجتمع بمخرجات العمليَّة الانتخابية ، التي تعد الركيزة الأساس في شرعيَّة الأنظمة السياسية الديمقراطيَّة. 
  
شروط و معايير الانتخابات الحرة
والنزيهة 
أكدت الوثائق الدولية العديدة، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية سنة 1966، والإعلان العالمي لمعايير الانتخابات الحرة والنزيهة لسنة 1994 بأنَه لكي تكون الانتخابات حرة و نزيهة يجب تتوافر فيها الشروط التالية ، وهي بمثابة مبادئ رئيسة لكل عملية انتخابية وهي كذلك شروط أساسية لتأمين ديمقراطيتها :
 
1 -  حق الشعوب في إجراء الانتخابات، والمشاركة في الترشح والتصويت، بمعنى أنه يجب أن يتمتع جميع المواطنين بحق الاقتراع و المشاركة في الشؤون العامة .  
 
2 - يجب أن تضمن إجراءات الاقتراع حرية الاختيار والتساوي بين الناس في ثقل الصوت، و سرية التصويت ، و صحة فرز البطاقات.  
 
3 - يجب أن تجري الانتخابات بصفة دورية .
 
4 -  أن يتم تحديد الدوائر على أساس منصف بما يجعل النتائج تعكس بشكل أدق وأشمل إرادة الناخبين.   
 
5 -  يجب أن تشرف وتمارس مراقبة العمليات الانتخابية سلطات أو هيئة انتخابية مستقلة عن بقية سلطات الدولة حتى تكفل نزاهتها، و يجب أن تكون قراراتها قابلة للطعن أمام السلطات القضائية. 
 
6 -  حرية الدعاية الانتخابية، والتنافس المتكافئ في الانتخابات . 
 
أهمية ومزايا الانتخابات 
 
1 -  الانتخابات هي صك الشرعية الذي تتمتع به السلطة المنتخبة ، فشرعية الحكومة وتبرير ممارساتها وسياساتها تستند إلى قاعدتها الانتخابية ولذلك تحرص كل الحكومات الاستبدادية والديمقراطية على التمسك بالانتخابات وان كانت شكلية .
 
2 -  الانتخابات وسيلة فعالة لتوسيع نطاق المشاركة الشعبية ، فهي تعطي فرصة لكل شخص للمساهمة في عملية الممارسة السياسية واختيار صانعي القرار، وتمكنه من التعبير عن رأيه والاختيار بين البدائل المطروحة أمامه .
 
3 - الانتخابات تنمي روح المواطنة للفرد والمجتمع الذي يعيش فيه ، فهي تعطي المواطن فرصة للإفصاح عن رغبته في اختيار المسؤولين الأكثر قدرة وكفاءة حسب وجهة نظره، وتعزز شعوره بالكرامة والقدرة على التأثير وتحقيق الذات.
 
4 -  الانتخابات وسيلة لحث المسؤولين على الشعور بالمسؤولية ، فهي تجعل المسؤولين خاضعين لمحاسبة ناخبيهم، وذلك بالتهديد بسحب التأيد لهم في دورات الانتخابات المقبلة إذا لم يقوموا بواجباتهم ومحاولة إرضاء الناخبين الذين يتحكمون بمستقبلهم السياسي. 
 
العوامل التي تتأثر بها نتائج الانتخابات بصفة عامة 
 
1 -  نظام التصويت : ( قائمة أم فرد) .
 
2 -  حجم الدائرة : ( دائرة واحدة أم دوائر متعددة ) . 
 
3 - طريقة توزيع المقاعد : ( نظام التمثيل بالأغلبية أم نظام التمثيل النسبي )  .
 
وتميل اغلب الأنظمة الديمقراطية في العالم إلى الأخذ بنظام (التصويت العام) ، لما في ذلك من مزايا مشاركة لأكبر عدد من المواطنين وضمان المساواة بين جميع المواطنين ،  ويثير حق الاقتراع العام عدة إشكاليات أهمها:  حق النساء في التصويت ، و سن الرشد السياسي ، وضمان المساواة في الاقتراع. 
 
الاقتراع المباشر و غير المباشر
يكون الاقتراع مباشرا إذا كان الناخب يختار بنفسه نائبه في البرلمان من دون وساطة ، إما الانتخاب غير المباشر فيكون عندما يقتصر دور الناخبين على اختيار مندوبين عنهم باختيار النواب ، ومن ابرز الدول التي تأخذ بالانتخاب غير المباشر الولايات المتحدة الأمريكية، اذ يتم انتخاب الرئيس بطريقة الانتخاب غير المباشر، كما تأخذ سويسرا أيضا بنظام الانتخاب غير المباشر، إذ يتم انتخاب الحكومة السويسرية والمجلس الفيدرالي بطريقة الاقتراع المباشر بواسطة أعضاء البرلمان في جلسة مشتركة لانتخاب الحكومة والمجلس الفيدرالي. 
 
الانتخاب الفردي والانتخاب بالقائمة 
 
1 - الانتخاب الفردي 
 
هو الانتخاب الذي يقوم فيه الناخب باختيار فرد واحد من بين المرشحين في دائرته الانتخابية، وفيه تقسم البلاد إلى دوائر انتخابية صغيرة نسبياً طالما أن الناخب يختار نائباً واحداً فقط ، ومن مزايا الاقتراع الفردي أنه طريقة بسيطة وسهلة فالناخب لصغر الدائرة الانتخابية يمكنه معرفة المرشحين وتقدير كفايتهم، كما أن النائب للسبب نفسه يمكنه تبين رغبات الناخبين ومصالحهم.
ومن عيوبه أنه يجعل النائب خاضعاً لناخبيه ويهتم بمطالب دائرته دون سواها، الأمر الذي يغلب المصالح الشخصية على المصلحة العامة والمشكلات الوطنية.
 
2 - الانتخاب بالقائمة  :
وهو الانتخاب الذي يقوم فيه الناخب باختيار قائمة تضم أكثر من فرد من بين القوائم المرشحة في الدائرة الانتخابية أو تشكيل قائمة من المرشحين، حيث تقسم البلاد إلى دوائر انتخابية كبيرة نسبياً طالما أن الناخب يختار قائمة تضم مجموعة من المرشحين، والقوائم إما أن تكون قوائم مغلقة وإما أن تكون قوائم مفتوحة. 
 
أ - القوائم المغلقـــــة : بمعنى أن على الناخب أن يختار قائمة من القوائم المرشحة في الدائرة من دون أن يدخل عليها تعديلاً أو تبديلاً. 
 
ب - القوائم المفتوحــــة : بمعنى أن يكون للناخب الحرية في تشكيل قائمة من مجموع المرشحين وذلك باختيار عدد من المرشحين من بين القوائم يساوي عدد المقاعد الممنوحة للدائرة ، ومن مزايا الانتخاب بالقائمة أنه يبرز المرشحين ويجعل اختيارهم مبنياً على البرامج الانتخابية وليس على الأشخاص، مما يدفعهم لتبني المصلحة العامة والوطنية أكثر من الاهتمام بالقضايا الشخصية ، وومن عيوبه وخاصة في حالة القوائم المغلقة، أنه يبني فجوة بين الناخب والنائب التابع لدائرته لأن انتخابه ليس لشخصه وإنما لحزبه السياسي وبرنامجه السياسي .
 
حجم الدوائر الانتخابية 
يتبع حجم الدوائر الانتخابية في الكبر والصغر نظام التصويت وطريقة توزيع المقاعد، ففي الانتخاب الفردي تقسم البلاد إلى دوائر انتخابية صغيرة، و في الانتخاب بالقائمة تقسم البلاد إلى دوائر انتخابية كبيرة نسبياً، ويمكن أن تكون البلاد جميعها دائرة واحدة ويكون ذلك غالباً في حال الانتخاب بالقائمة المغلقة والتمثيل النسبي .
 
 النظام الإنتخابي
من المسلم به أن المؤسسات السياسية في الدولة هي من تفرض قواعد الممارسة الديمقراطية، وغالبا ما يقال أن المؤسسة السياسية الأكثر عرضة للتلاعب، بقصد أم بغير قصد، هي النظام الانتخابي  ، إذ ان اختيار النظام الانتخابي له أهمية بالغة و أثر كبير ، فهو يؤثر في نظام الأحزاب السياسية القائمة، لاسيما في عددها وأهميتها النسبية داخل البرلمان، كما أنه يؤثر في تماسك الأحزاب وانضباطها الداخليين، فبعض الأنظمة تشجع التجزئة، إذ تكون أجنحة عدة لحزب واحد على خلاف متواصل، في حين أن أنظمة أخرى تشجع الأحزاب على التحدث بصوت واحد واستبعاد أسباب الخلاف،  ويضاف إلى ذلك ان النظام الانتخابي الذي لا يعكس الواقع الاجتماعي ، والذي لا يعطي المعارضة انطباعا بأن فرصة الفوز متاحة لها في المرة المقبلة ، من شانه أن يحرّض الخاسرين على العمل من خارج النظام السياسي وعلى اللجوء إلى وسائل غير ديمقراطية، وعنفية الطابع  ، كما يؤثر نموذج النظام الانتخابي في جوانب إدارية وقانونية، مثل توزيع مراكز الاقتراع، وتحديد المرشحين، وتسجيل الناخبين، وإسناد المسؤولية للإدارة الانتخابية، وتقسيم الدوائر، وشكل بطاقات الاقتراع وطريقة فرز البطاقات، وإعلان النتائج ،  فالنظام الانتخابي هو آليات انتخابية تعمل على ترجمة ما يحدث في الانتخابات العامة إلى مقاعد في البرلمان يفوز بها المرشحون والأحزاب .
 
عوامل تحديد الدول لنظامها الانتخابي
 
1 -  بناءً على رغبة السلطة الحاكمة في شكل البرلمان المنتخب.
 
2 -  بناء على توافقات سياسية بين الأحزاب الموجودة في الدولة.
 
3 -  بناءً على عوامل بيئية داخلية تستلزم نظاماً انتخابياً معيناً لتكوين برلمان يعكس التمثيل البنيوي للمجتمع.
 
أهمية النظام الانتخابي
إن العملية الانتخابية مهما كانت نزيهة ومنتظمة، فإن نتائجها تعتمد بشكل أساسي على النظام الانتخابي المعمول به، وبما أن اختيار النظام يتأثر غالباً باعتبارات سياسية، فلا بد من امتلاك المعرفة الضرورية عن الأنظمة الانتخابية المعمول بها في العالم و كذلك التجارب المختلفة في هذا المجال، و يمكننا إيجاز أهمية النظام الانتخابي على النحو الآتي  :
 
1 -  إن النظام الانتخابي الذي يختاره شعب من الشعوب قد يؤثر إيجاباً أو سلباً في النظام السياسي.
 
2 -  يمكن لنظام انتخابي معين أن يضمن تمثيل القوى في البرلمان بما يتناسب مع حجمها في المجتمع، وقد يتيح نظام انتخابي آخر الفرصة أمام القوى الكبيرة لكي تتمثل بمقاعد أكبر من حجمها الحقيقي في المجتمع.
 
3 - يمكن لنظام انتخابي معين أن يؤدي إلى تشجيع التوافق بين الأحزاب المختلفة، وقد يؤدي نظام انتخابي آخر للتنافر بينهما.
 
4 - يمكن لنظام انتخابي أن يعمل على قيام حكومة فعالة ومستقرة ويمكن لنظام آخر أن يعمل على قيام حكومة غير مستقرة.
 
5 - يمكن أن يؤدي النظام الانتخابي إلى بلورة معارضة برلمانية بحدود معينة كما يحدث في أغلب الدول العربية ويمكن لنظام آخر أن يؤدي إلى بلورة معارضة فعالة.
 
6 - يمكن لنظام انتخابي أن يصيب البرلمان بالشلل ويُخضعه لسيطرة الحكومة، وذلك عندما يسيطر حزب الأغلبية. 
 
7 - ويمكن للنظام الانتخابي تشجيع مشاركة الناس من خلال تسهيل الإجراءات وتحفيزهم على المشاركة ، وبخلاف ذلك تقلّ نسبة المشاركة السياسية .
 
أنواع النظم الانتخابية
إن النظام الإنتخابي يلعب دوراً أساسياً ويمثّل عاملاً مؤثراً في صياغة العملية السياسية لأنه يلقي بضلاله على مستوى مشاركة الجماهير وفاعلية القوى السياسية ومن ثم نتائج الانتخابات وبالتالي تحديد الملامح الرئيسة للعملية السياسية برمّتها ولذلك يكتسب النظام الانتخابي كل هذه الأهمية ، وهنالك عدة أنظمة انتخابية متنوعة ، وتبني هذا النظام الانتخابي أو ذاك يعتمد على طبيعة المجتمعات وتنوع مكوناتها الدينية والمذهبية والقومية والسياسية ، علماً بأنه لا توجد هناك وصفة ثابتة أو صيغة قانونية واحدة يتم استنساخها ومن ثم تبنيها في البلدان الأخرى ولكن يمكن إستثمار التجارب الديمقراطية السابقة والاستفادة من أنظمتها الإنتخابية لتشكيل رؤية مناسبة وتبني صيغة قانونية مثلى تكون مميزاتها أكثر من مثالبها على اعتبار أن جميع الأنظمة الانتخابية لها مميزات وتتخلّلها بعض السلبيات فتتغير هذه النسب من المكاسب والمثالب تبعاً لطبيعة تلك المجتمعات وتنوع مكوناتها ، وبشكل عام هنالك أنواع رئيسة من الأنظمة الإنتخابية وأهمّها هي : 
 
أولا : نظام الأغلبية
نظام الأغلبية هو أقدم نظام انتخابي وكان لفترة طويلة الوحيد المعمول به، ولا يزال يحظى بتفضيل أكثر من 80 بلداً في العالم ، استنادا إلى دراسة للاتحاد البرلماني العالمي 1993 ، وتكمن ميزة هذا النظام في بساطته، إذ يتم انتخاب المرشح الذي يحصل على أغلبية الأصوات وقد طبق هذا النظام قبل ظهور الأحزاب السياسية إذ يتم انتخاب المرشح الأكثر شعبية ، لقد نشأ نظام الأغلبية في بريطانيا، وتم تطبيق هذا النظام بشكل خاص في بلدان الكومنولث ، وينقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام وهي : 
 
1 - الأغلبية المطلقة : وهو من الأنظمة الواسعة الانتشار ويطبق في فرنسا وفي جمهوريات الإتحاد السوفييتي المستقلة ويكون المرشح فائزاً وفق هذا النظام إذا حصل على ( 50 % + 1 ) من أصوات الناخبين المسجلين أو من أصوات الناخبين المشتركين فعلاً ، وفي حالة عدم حصول أحد المرشحين على هذه النسبة سيتحتَّم إجراء انتخابات ثانية بين المرشحين الذين حصلوا على أعلى الأصوات في الدورة الأولى .
 
2 -  الأغلبية البسيطة : وهي أبسط الأنظمة الإنتخابية لأن المرشح يفوز إذا حصل على أصوات أكثر من منافسيه بغض النظر عن فارق الأصوات ، ويطبق هذا النظام في الولايات المتحدة والهند وإيطاليا ، يمتاز هذا النظام بكونه يصلح للانتخابات الفردية وانتخابات القوائم على حد سواء ، هذا فضلاً عن أنه أقلّ تكلفة مادية من النظام الأول لكونه لا يحتاج إلى دورة ثانية من الانتخابات لأنه يحسم النتائج في الدورة الأولى .
 
3 -  الأغلبية النسبية ( المؤهِّلة ) : وهو نظام قليل الانتشار بسبب صعوبة حصول المرشحين على النسبة المحددة التي تؤهلهم للفوز بالمقاعد البرلمانية أو لأي منصب آخر وكان هذا النظام سائداً في إيطاليا قبل الإصلاحات الانتخابية التي جرت عام 1993 م ، فلقد كان يشترط على المرشح أن يحصل على نسبة 65 % من أصوات الناخبين للفوز في المجلس الأعلى للبرلمان  .
 
مميزات نظام الأغلبية :
- يمتاز ببساطته وسهولة إجراءاته .
- يساعد على تشكيل أغلبية برلمانية متماسكة ومتناغمة والذي يؤدي بدوره إلى الإستقرار الوزاري ، وبالتالي ستعمل الجهات التنفيذية الحكومية بهيئة فريق واحد منتظم ومتناسق والذي ينعكس بدوره بشكل إيجابي على مستوى الأداء الحكومي وبما يخدم مصالح الشعوب. 
 
سلبيات نظام الأغلبية
في ظل نظام الأغلبية لا يمكن إيصال أكبر عدد من المرشحين الذين يمثلون ناخبيهم كما هو في نظام التمثيل النسبي ، على اعتبار عدم إمكانية تمثيل الناخبين في البرلمان بسبب خسارة مرشحيهم.
 
... يتبع