تكافؤ الفرص

اقتصادية 2019/11/26
...

ياسر المتولي 
 

لا يمكن تحقيق هدف تكافؤ الفرص ما لم تتوفر متطلباتها التي تعد من أبرزها مؤسسات البناء التي ستسهمُ بدورها في تصحيح مسار البناء المؤسساتي.
ومن المؤكد إنَّ أهم المتطلبات لتنفيذ هذا البرنامج اتحقق من انبثاق مجلسي الخدمة والإعمار، وهما كفيلان بتحقيق البناء المؤسساتي السليم .
إنَّ مجلس الخدمة المستقل سيسهمُ في تحقيق مبدأي العدالة وتكافؤ الفرص من خلال اختياره للقيادات الإداريَّة الكفوءة والنزيهة على تحقيق العدالة من خلال الإدارة الصحيحة للمؤسسات، إذ يعتمد مجلس الخدمة المستقل في خياراته للإدارات العليا لمؤسسات الدولة على التكنوقراط (الرجل المناسب في المكان المناسب) على وفق التخصص والاختصاص بعيداً عن المحاصصة 
والتأثيرات.
ولكنْ برزت حقيقة فرضها صدى الحراك تتعلق بتصدي القيادات الشابة لإدارة المؤسسات وهو خيارٌ ينسجم مع التطور المعرفي والتكنولوجي والإدارة الحديثة، وعليه.. كنتيجة لذلك، يتعين توفر مؤسسات رافعة لقدرات الشباب في تحقيق الإدارة الرشيدة
للمؤسسات.
أبرز هذه المؤسسات هو معهد الحوكمة المتقدم الذي يزود القيادات الشابة بمعايير ومتطلبات الحكم الرشيد من خلال ما يتضمنه هذا المعهد من خبرات عالمية ودولية متخصصة في فن الإدارة السليمة.. والسؤال هل نمتلك مثل هذا 
المعهد؟.
مما لا شك فيه إنَّ القيادات الشابة تمتلك قدرات فائقة لتحقيق التطور المطلوب.. وللحق فإنها تمتلك روح المجازفة في اتخاذ القرارات الجريئة ولكنَّ هذه الجرأة تحتاج الى التسلح بمعايير الإدارة الرشيدة كي تكون نسبة الأخطاء في القرارات قليلة أو منعدمة، فلا ضير من التسلح بالمعايير الصحيحة عبر التدريب والتعليم المستمرين.
إنَّ ثورة البناء تستندُ على قدرات وشجاعة الشباب أصحاب الفكر النير والثاقب والمسقول بالمعرفة التامة، أما مجلس الإعمار، الذي يتعين أنْ يضم الكفاءات والخبرات المعروفة والنزيهة، فهو الآخر يعدُّ ضامناً حقيقياً لتحقيق مبدأي العدالة وتكافؤ الفرص من خلال اختيار وتوزيع المشاريع بين المحافظات بما يحقق التوازن في توفير فرص العمل والعدالة، وعدم بعثرة المشاريع وإحالتها بين الشركات الكفوءة القادرة على تنفيذ الخدميَّة منها والتي تضفي القيمة المجتمعيَّة بما يتناسب وإمكانات البلد وتليق بمواطنيه.
هذه صورة من أصل اللوحة الكبيرة التي نرسمها لبناء وطن لشعب يستحقه بموازاة خيرات بلدهم لتحقيق العدالة المنشودة والتمتع بخيراته والارتقاء ببناء العراق الى مستوى البلدان المتقدمة.
هذه الجزئيَّة التي تحدثت عنها هي جانب من البناء الستراتيجي للعراق كنتيجة منطقيَّة من الحراك الجاري.. لذا وضعت مقالاتي تحت عنوان
(صدى الحراك).