نبوءات حميد ياسين في معرضه التاسع

الصفحة الاخيرة 2018/11/23
...

بغداد/ رشا عباس
 
في صباح يوم الأربعاء الفائت، رقصت لوحات تجريديَّة على أنغام موسيقيَّة عزفها الفنان التشكيلي حميد ياسين وهو يفتتح معرضه التاسع في قاعة حوار والذي تضمن 35 لوحة كانت حصيلة خبرة متراكمة لأكثر من 50 عاماً.
حميد ياسين في حديثه لـ»صباح» أوضح قائلاً: «بالرغم من اهتمامي الكبير بعالم الموسيقى لا سيما النقد الموسيقي إلا أنَّ التجريد وعالمه الخيالي أخذ مني مأخذاً، إذ بدأت العمل به منذ ستينيات القرن الماضي ولا يزال العطاء مستمراً، فالفن التجريدي من الأعمال الصعبة التي تُطرح للمشاهد وتتركه في حيرة للبحث عن عنوان وموضوع كون الفنان لا يستطيع أنْ يضع العنوان أو يطرح موضوعاً ويعالجه من خلال هذا الفن إنما يدوِّن الجمال ويضعه على لوحة».
مؤكداً أن «الظروف الصعبة لا تقيد الفنان إنما تخلق منه شخصاً مسؤولاً عن خلق التجديد ووضعه أمام الأجيال المقبلة»، مبيناً أنه من خلال اطلاعه على الكثير من الأعمال التي تقام من قبل طلبة أو هواة وجد أنَّ «الكثير متأثير بالفن التجريدي ومتجه نحو العمل به وهذا برأيه شيء جميل فهو ضد كل من يقول إن الفنان يقلد إنما يتأثر وتبقى البصمة والأسلوب يميزانه».
وعن رحلته على امتداد العمر يرى ياسين أنَّ «الفن يبدأ من الخيال وينعتق في الروح ويتجلى بالألوان وهي تعبر عن مشاعر كامنة حين لم يجد الفنان رؤى بصرية قادرة على إخفاء أحاسيسه بمحنة الوجود الإنساني فيبحث عن مأوى وراء الحياة فيجده مزهواً بألوان وفدت إليه من وراء الكون ليرى أنَّ ذلك الجو قد خلا من كل شيء اعتدنا أنْ يراه إلا من تلك المرئيات البصريَّة المشحونة بالود والأمل فيشعر الفنان آنذاك أنَّ كل حزمة من الضوء تنقله الى أجواء حسيَّة حالمة تهجع على مرمى البصر فوق عقله لتزهو بعنفوان الطفولة والخلاص من المكر فيبدو المرأى جميلاً وساحراً».
رئيس جمعيَّة الفنانين التشكيليين قاسم سبتي خلال افتتاح المعرض، أشار الى أنَّ «الفنان حميد ياسين ينتمي الى جيل مبدع له استعراضاته الإبداعيَّة في التشكيل العراقي وإنَّ حضورنا اليوم بمثابة احتفاء بهذا الفنان التي ظل لسنوات يكتب النقد الموسيقي والتشكيلي والفن التجريد».