الهمُّ الوطنيّ

آراء 2019/11/30
...

حسين الصدر 
 
- 1 -
من اهم مجسات الاختبار لمعرفة الحقيقة التي ينطوي عليها هذا الشخص أو ذاك هو مقدار ما يحمل من هموم وطنية الى جانب همومِهِ الاخرى .
- 2 -
لا خَيرَ في مَنْ استهلكَتْهُ الهموم الشخصية والمعاشية فعاش لنفسه بعيداً عن حاضر الوطن ومستقبله ...
- 3 -
ولا خيرَ في مَنْ غرق في مشكلات الأسرة فأنْسَتْهُ كلُّ شيء سواها ..!!
- 4 -
ولا خيرَ في أصحاب أحلام اليقظة الذين يُخططون للصعود على أكتاف الاخرين ، ولا يهمهم الاّ الاستحواذ على المكاسب والمغانم ..
- 5 -
وقد ابتلي { العراق الجديد}  بطبقة من السياسيين الذين طلقّوا {المبادئ} وعشقوا {المصالح} فعاشوا لها بعيداً عن هموم الشعب والوطن .
- 6 -
وكان من نتائج ذلك أنْ اصبح الفساد المالي والاداري عاهةً فتّاكة دمرّت البلاد وارهقت العباد .
- 7 -
خاطبهم شاعر معاصر فقال :
ألا تراهم فشلوا بامتيازْ 
واكتنزوا الاموال أيَّ اكتنازْ 
وبالمحاصصاتِ ما بَيْنَهُمْ 
قد واصلوا الاجحافَ والابتزازْ 
تستروا بالدين لكنَّهُمُ 
مالوا لابليسَ بأقوى انحيازْ 
وخاسرٌ مَنْ ذَمَّهُ شعبُه 
وبالمعالي خادمٌ الشعبِ فازْ 
- 8 -
انّ التدحرج الى مستنقع الخيانة الوطنية هو أسوأ ما ينتظر كلَّ اولئك الذين فرّطوا بمصالح الشعب، واستهانوا بحقوق المواطنين، وانتهزوا الفرص، واستغلوا المناصب للاثراء غير المشروع، واخترقوا الضوابط والموازين وجعلوا انفسهم فوق القوانين .
- 9 -
انّ الهوّة التي تفصلُ بين الجماهير العراقية وبين الطبقة السياسية مرعبةٌ للغاية، لا بحجمها الهائل فحسب، بل بمدلولاتها السياسية والاجتماعية.
فالجماهير في وادٍ وهم في وادٍ آخر 
وهذا هو الانفصام النكد الذي يُنذر بأخطر النتائج والآثار ...
- 10 -
انّ الهم الوطني هو القاسم المشترك الأعظم الذي يجمع بين كل المحتجين السلميين، المرابطين في ساحات الاحتجاج، رغم كل الصعاب والأهوال ، والذين عقدوا العزم على الاستمرار في احتجاجاتهم على كل ألوان الفساد والمحاصصات والاختراقات للخطوط الحمراء ، ولن يرجعوا الى بيوتهم حتى تتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وفي طليعتها استرجاع اموالهم المنهوبة من قبل حيتان الفساد ... انهم لن يصدقوا بالوعود المعسولة ويريدون أنْ يَرَوْا بأعينهم وقوف القراصنة واللصوص في اقفاص الاتهام - وبمحاكمات علنية-  ليتأكدوا من الجدية في الملاحقة والمحاسبة 
وهذا ما طال انتظاره ...!! 
فمتى يكون ؟