( لكَ.. تفاصيل المطر)

ثقافة 2019/12/02
...

متابعة / هناء العبودي
 
احتفى منتدى المرأة الثقافي في بغداد مدينة الابداع الادبي- اليونسكو يوم الخميس المصادف 28/ 11 / 2019 بالشاعرة المبدعة ميّادة المبارك التي قدّمت قراءات شعرية من ديوانها "لك تفاصيل المطر" على قاعة ستي في بيت الحكمة، ادارت الجلسة الشاعرة غرام الربيعي.
بالبدء أثنت الشاعرة ميّادة المبارك على جهود بغداد مدينة الابداع الادبي شاكرة استضافتها في الاصبوحة، ومن ثمّ قرأت قصيدة عن
بغداد :
 
بغداد
ألا
إهبطي بسلامٍ على نياط قلبي
وابذري شعاع الشمس في دمي
فأنا طفلك العاشق لحفنةٍ من تمركِ البرحي
الذي تغرغر بماء دجلة الخير
تيمناً بمجرى جيكور
وسمك الأدهم
الا لا لا
هزي إليَّ بجذع نخلةٍ
تدلت أعذاقها رطبا جنيا
وحرفا يمور غنجاً بين القوافي
مسورا بآيات نبي
 
بعدها تحدثت عن دلالات المطر إذ للمطر دلالات عديدة وخبيئة عند الشاعر فهو يحاول ان يدسّ نفسه في ثناياه، فللمطر دلالات كثيرة وعميقة على حد قولها لا تنحصر في واجهة واحدة، فالمطر هو الحياة فهو بذرة الحياة فهي من خلال ديوانها 
( لكَ .. تفاصيل المطر ) كتبت للوطن .. للأم، ولربما اختارت الشاعرة المطر لنقائه وصفائه ولأنه رقراق وشفيف ولأنه يدل على السريرة النقية
النظيفة.
وعن مساندة الرجل للمرأة فقد اكدت ان زوجها اول من ساندها في حياتها الادبية الى جانب مجموعة من الاصدقاء، وفي هذا المجال كتبت هذه القصيدة بعنوان ( لك ..رجع الصدى)
 
سألاحقُكَ  عمداً
أيّها المجدّل على أهداب العمر..
المستظلة بأفياء فجره المُندّى بالخلود ..
واتمعنك بجزئي الكبير ..
فأنت أبجديتي التي تأبى ان يواريها الصمت
* وللوطن كتبت ميادة المبارك  قصيدة بعنوان ( قلق)
تنام على أرجوحة قلقي
فتختبئ في كنف أسئلتي علامات حيرى
تبحث عنك كل يوم في قطرة ماءٍ وأغنية
لأنّك جميع القصائد
تتعدّى أسرار القوافي
واحدة واحدة
كيمامةٍ زرقاء تسمو برفيفها
فتتجلّى عاليا عند بوابات الفردوس
 
وعن المهرجانات تحدثت ميّادة المبارك إنّها حضرت ودعيت الى العديد من المهرجانات في قراءات شعرية عديدة لقصيدة النثر .
وقد قال الاستاذ الناقد ناظم القريشي عن ديوان الشاعرة ميادة انها منحته عنوانا شفيفا وهو عنوان احدى قصائد الديوان (لك تفاصيل المطر) المطر الذي يُحيي الأرض بعد موتها والحنين الى البدايات الاولى المحفوفة باللانهائي حيث الاشياء تأخذ وجهها الحقيقي، ويشيع التدفق المتواصل في كل الاتجاهات ويتجلى فيها السمو الروحي، فالشاعرة ميادة المبارك تنظر الى الشعر كطاقة حياتية، لذا هي تنفرد بسياقاتها الخاصة وبأسلوبها المميز، فهي تمتلك هاجس الاشتغال على اللغة ونحتها داخل القصيدة، وديوانها البكر هذا ما هو الا خطوة في ترسيخ هذا السياق، ستجد القصائد تتفتح كالزنابق تحت المطر، فيجد المتلقي نفسه مأخوذا معها او فيها او
اليها .
وديوان (لك تفاصيل المطر) يجسّد حضورا إنسانيا وشعريا رائعا في مجمله فهو السهل الممتنع ولغته تهب نفسها للمتلقي عبر اشتغال شعري يتراكم كنغمة موسيقية قادمة من إيقاعات تفاصيل المطر من زمن مفقود نحاول ان نبحث عنه، زمنٌ لا يأتي الا مع المطر، فلغة المطر ليست لغة حيادية فهي دائما تتفاوض مع الأمل .
وحضر الأصبوحة جمهور غفير من أدباء المدينة وشعرائها ونقادها وأكاديمييها الذين أشادوا بتجربة الشاعرة وديوانها الأنيق.