أسرار من وراء الكواليس عن جوكر هيث ليدجر

ثقافة 2019/12/02
...

مارغريت ماورر
ترجمة: جمال جمعة
أعاد أداء هيث ليدجر لدور الجوكر في فيلم "فارس الظلام 2008"، ابتكار شخصية شرير قصص باتمان وجعلته يفوز بمراجعات رائعة من قبل النقاد. الفيلم كان هو الثاني من ثلاثية كريستوفر نولان "فارس الظلام"، ويقع بين "بداية باتمان 2005" و"نهوض فارس الظلام 2012".  كانت وفاة ليدجر في 22 يناير 2008 غير متوقعة وهيمنت على دعاية اطلاق الفيلم. ليدجر كان قد استكمل التصوير في "فارس الظلام"، وبهذا فقد كان فيلمه المكتمل التصوير الأخير الذي سيظهر فيه. لكنه، مع ذلك، ظهر بعد وفاته في فيلم تيري غيليام "خيالات الدكتور بارناسوس 2009"؛ وبما أن ليدجر لم يكمل تصوير الفيلم، فقد استكمل أداء شخصيته كل من جوني ديب، جود لو، وكولين فاريل. 
ها هنا بعض الحقائق من وراء الكواليس عن هيث ليدجر في دور الجوكر:
 
ليدجر أغلق الغرفة على نفسه 
لأكثر من شهر
أراد هيث ليدجر التأكد من أن نسخته من "الجوكر" ستكون شكلاً جديداً ومتميزاً لم يشاهده جمهور السينما من قبل. 
كلٌّ من جاك نيكلسون وسيزار روميرو لعب دور الشرير في كلاسيكيات باتمان المعدّة سينمائياً، لكن ليدجر أراد استكشاف جانباً من "الجوكر" كان مقدماً في كتب الكوميكس والقصص المصورة لكن لم يسبق له وأن شق طريقه إلى السينما. جاء ليدجر إلى مشروع نولان في المراحل المبكرة جداً، ولذا فقد كان قادراً على أخذ وقته قبل الإنتاج لاستكشاف
الجوكر. من أجل الولوج إلى ذهن الجوكر قضى هيث ليدجر نحو ستة أسابيع في غرفة فندق معزولة. خلال هذا الوقت كان يدوّن في كراسة، ينظر في مادة المصدر، ويختبر أصواتاً مختلفة. 
أراد ليدجر التأكد من أن صوت الجوكر وضحكته كانا متقنين قبل أن يبدأ التصوير. الجوكر المبتكر كان مهرجاً سيكوباتيا دون أي تعاطف أو ندم.
محتويات الكراسة تثير القشعريرة  
الكراس الذي صنعه هيث ليدجر أثناء فترة عزلته كان مليئاً بمحتويات مستفيضة محيرة، واستيحاءات مختلفة. كانت تتضمن صوراً لضباع، لقطات من فيلم "البرتقالة الميكانيكية"، تصميمات ماكياج المهرج، وبطاقات الجوكر. صورة ليدجر وهو في مكياجه للفيلم أضيفت كذلك إلى الكتاب. كما تضمنت كذلك بعض الكتابات من منظور الجوكر، بضمنها قائمة بأشياء يظن أنّها مضحكة (بما فيها الإيدز ومعاناة العباقرة من تلف الدماغ). على الغلاف ظهرت كلمة "الجوكر" مع صورة لفيل ورجل بقبعة على أرضية شطرنجيّة. على الصفحة الأخيرة كتبت "باي باي" بخط اليد وبحروف كبيرة.
أبقى لديجر الكراسة معه طوال عملية التصوير، مستخدماً إياها كمعيار يساعده على النفاذ إلى الشخصية والتركيز على استلهاماته. بعد وفاته، احتفظ والد ليدجر بالكراس وناقش محتوياته في الفيلم الوثائقي "ما زلت شاباً لتموت" 2008.
 
كان بإمكان ليدجر أن يكون باتمان 
التقى كريستوفر نولان وهيث ليدجر عدة مرات قبل أن يمنح نولان دور "الجوكر" إلى ليدجر. في الحقيقة، نولان وليدجر تحادثا عن إمكانية لعب ليدجر لدور "باتمان" في فيلم "بداية باتمان"، لكن ليدجر أخبر نولان بأنه "لا يهتم بهذا النوع من الأفلام". ليدجر نأى بنفسه عن المنافسة على دور "باتمان" لأنّه لم يكن يعتقد أن أفلام مجلات الكوميكس كانت تستحق العناء. لكن، بعد مشاهدته لفيلم "بداية باتمان" ورؤية ما قدمه نولان في الفيلم، التقى مع نولان بشأن "الجوكر". آنذاك، لم يكن السيناريو قد كتب بعد، لكن ليدجر كان متحمساً للغاية للدور ورغب في أن يجعله خاصاً به.
 
"البرتقالة الميكانيكية" ولوحات بيكون  
منح كريستوفر نولان هيث ليدجر قدراً عظيماً من السيطرة الإبداعية على شخصية "الجوكر". ومع ذلك، فقد اقترح بعض الإلهامات المتنوعة التي اعتقد بأنّها يمكن أن تساعد جوكر ليدجر في أن يكون متماشياً مع رؤية نولان العامة للشخصية. شمل ذلك فيلم "البرتقالة الميكانيكية 1972"، موسيقى الميتال الصاخبة، ولوحات الرسام الإيرلندي فرانسيس بيكون.
"البرتقال الآليّة" تتضمن شخصيات تستمد المرح والضحكات من آلام الآخرين، مثل "الجوكر" تماماً. قد يبدو الارتباط بين "الجوكر" ورسومات بيكون أقل وضوحاً، لأن لوحات بيكون أقل شهرة.
لوحات بيكون الغريبة تستخدم قدراً كبيراً من اللون الأسود والعتمة بالعكس من اللون الصارخ؛ العديد منها يتضمن وجوهاً أو شخصيات مشوهة. إحدى لوحات بيكون الثلاثية الدَّرفات ساعدت على التأثير في مكياج ليدج لشخصية "الجوكر".
 
مكياج الجوكر لم يكن التصميم الأصلي  
كان ليدجر جزءاً فاعلاً في عملية المكياج، إذ عمل جنباً إلى جنب مع الفنان المكسيكي الموهوب جون كاجليون، فنان المكياج لفيلم "فارس الظلام". فبدلاً من أن يبقى ساكناً بوجه محايد خلال عملية المكياج، كان ليدجر يرغب بجعل وجه "المهرج" مبالغاً فيه، من خلال فتح عينيه وفمه بشكل واسع أو تقليص وجهه بشدة. ثم يقوم فنان المكياج بتطبيق قسم من المكياج في الوقت الذي يكون فيه وجه ليدجر يحمل تعبيراً معيناً. 
وبسبب الغضون والتجاعيد الطبيعية في وجه ليدجر فقد بدا المكياج أشعث وغير متناسق ليوهم بأنّه كان على وجهه منذ فترة طويلة. كان المظهر المتهرئ مختلفاً بصورة مدهشة عن الصور السابقة للجوكر، ليصبح فيما بعد جزءاً رئيسياً من المظهر الأيقوني لجوكر ليدجر. 
 
عن Screen Rant