وهنا ... هنا
على ضفاف النهر ينهمرُ الدمُ
ما بين جسر النصر والزيتون
تشدو لذي قار الجحافل
والمنابر والمآذن والقرابين الفتيّهْ
وهنا أرى الجسد المسجّى
بين الحمائم والورود
يرقى الى صحف الخلود
وهنا يا ناصرية عزّنا وثباتنا
يا أهلنا أني رأيت الله
والملائكة الجنودْ
يضعون الضماد على النحور الطاهرهْ
ورأيت ذي قار البهيّة والعصيّه
تهزج في الشوارعِ و (الجباشات) القصيّهْ
تمضي الى غدها المدجج،
بالأساطير وبالقلوب العامرهْ
ورأيت أبا رغال الملغّم بالجهالة والدنيّهْ
من حوله مددٌ من الوحوش الكاسرهْ
جاؤوا لقطف ثمار الأبجديهْ
وهنا هنا مهد النبوّةِ
والبيوت السومريهْ
قدْ أوقدت نيرانها
ومشت تؤرخ مجدها
برؤى النجوم الزاهرهْ
أين الذي صنع المفاخرَ،
في مواجهة الردى
وأزاح أوضار العِدا
أين الذين أصاخوا السمع في زمن مضى
واستنفروا المكَوار والفالات
أنسيتمُ من قال في العشرين:
لا تقربوها إنّها
(( ذي قار جبل من نار ))
أين اليشاميغ والرايات
أين العيون الساهرهْ
والى متى دماء الاكرمين تسيل الى متى
والى متى تبقى الثعالبُ
في الجحور الماكرهْ ؟