أمهات يقتحمن عالم التواصل بصور أطفالهن

الصفحة الاخيرة 2018/11/24
...

بغداد/ سرور العلي 
حالما تكمل الطفلة سجى ارتداء ملابس جديدة تهرول نحو أحد الأماكن التي اعتادت الأم أنْ تلتقط صوراً لها وتقف هناك، وتحرص تمارا حسين التي تكثر من نشر صور طفلتها في موقع الانستغرام الشهير، على اختيار أجمل الملابس لطفلتها، وتزينها لتظهر بما يناسب ذوقها الخاص حتى لاقت تلك الصور ترحيب الجميع، فراحت تنهال عليها شتى التعليقات التي تصفها بالجمال والبراءة والأناقة، أما البعض الآخر فراح يتساءل عن عناوين محال تلك الملابس من أجل شرائها لأطفاله، وبذلك تعطي حسين انطباعاً رائعاً ودافعاً للآباء للاهتمام بأطفالهم كي يكونوا مصدر إلهام، وتمنحهم بعض الدلال بين الحين والآخر.
وتواصل لجين الجبوري التي تقيم في تركيا نشر يوميات أطفالها أيضا وتوثق لحظات مهمة من سلوكهم ونموهم ويظهرون في أماكن مختلفة في العاصمة إسطنبول وفي المجمعات التجارية ومراكز ألعاب الأطفال والمطاعم وفي المناسبات العائلية، وتقول الجبوري: "حبي لهم يدفعني 
لفعل ذلك".
وتحدثت منار محمد عن تجربتها بدخول هذا العالم: "الرغبة في توثيق كل لحظة من اللحظات التي تمر بها طفلتي يدفعني إلى عرض مجموعة من صورها بشكل يومي، فهناك صور ونحن نتسوق، وصور في عيد ميلادها الأول، وكذلك مجموعة من حركاتها التي تؤديها أثناء نموها كخطوتها الأولى وغيرها، أما بشأن تعليقات الآخرين على هذه اليوميات فتداخلت بين السلبية والإيجابية من أمثال تبدو الصور مملة أو مكررة أو طفلة جميلة، وفي النهاية كل شخص هو حر برأيه الذي يعبر عنه وأنا أمضي أوقاتاً ممتعة من دون مبالاة بذلك، وهو الأمر الذي يتسم به أغلب مدمني مواقع التواصل الاجتماعي ممن اعتادوا عرض 
يومياتهم".
وتشير الإحصائيات الى أنَّ أكثر من 80 % من الأطفال أقل من عمر عامين أصبح لديهم تواجد على مواقع التواصل الاجتماعي ويشارك ما نسبته 42 % من الآباء صور أطفالهم عبر الإنترنت مرة واحدة على الأقل كل شهر، فيما يشارك الوالدان في المتوسط نحو 1500 صورة لطفلهما قبل عيد ميلاده الخامس، ويشارك 51 % من الآباء صوراً ومعلومات تساعد في تحديد مكان
 الطفل.